للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي المرآة (١): ولما جرى ما ذكرنا؛ قال الملك الأشرف لكيقباذ: لابد لي من خلاط، فأعطاه ولأصحابه وأخوته وجميع الأعيان من الأموال والخلع والثياب والخيل والتحف ما قيمته ألفا (٢) ألف دينار، ورجع كيقباذ إلى بلاده، وجرد مع الأشرف بعض عسكره، وسار الأشرف فنزل أرزن الروم، وكان صاحبها قد صار مع جلال الدين، فأخذها منه، وبعث به إلى كيقباذ، وسلم أرزن الروم إلى نواب كيقباذ، وسار إلى أخلاط، ولما وصل جلال الدين إلى أخلاط أخذ جميع ما كان له فيها، والكرجية زوجة الأشرف، ومجير الدين، وتقي الدين، ونزل أرجيش (٣)، وجاء الأشرف فنزل أخلاط، وسار خلف جلال الدين، فأبعد عنه، وتراسلا واصطلحا على أن يطلق جلال الدين من عنده من الأساري، فأطلق مجير الدين وتقي الدين، ولم يطلق الكرجية، وعاد الأشرف إلى دمشق مستهل جمادي (٤) الأولى سنة ثمان وعشرين وستمائة. فأقام شهرا، وطلع إلى مصر إلى أخيه الكامل. قال السبط (٥): ومن العجائب أنه كان لى عادة أجلس الثلاثة أشهر بجامع دمشق، فلما كان في يوم السبت الثامن والعشرين من رمضان، اليوم الذي التقوا فيه مع جلال الدين، وثار الضباب، وكان آخر مجالسي پجامع دمشق، وحضره الصالح (٦) اسماعيل، وكان نائب الأشرف بدمشق، وقال الصالح: وكان في القبة لنجم الدين بن سلام، قل للشيخ يدعو للسلطان بالنصر. فأشار إلى فدعوت، وأمن الجماعة، فثار في الساعة التي دعوت فيها ضباب عظيم، وغشى أهل المجلس ماغشيهم، وغبت أنا أيضا، فلما أفقت قلت: نصر الأشرف اليوم، فتعجب الجماعة، فوصل الخبر بعد عشرة أيام بالواقعة على ما ذكرنا، وأن الضباب الذي كان عندهم كان عندنا، وأنهم نصروا في الساعة التي دعونا فيها (٧).


(١) سبط ابن الجوزي، ج ٨، ص ٤٣٧ - ص ٤٣٨.
(٢) "ألفي" كذا في الأصل، والصحيح لغة ما أثبتناه.
(٣) أرجيش: مدينة قديمة من نواحي أرمينية الكبرى، قرب خلاط، وأكثر أهلها أرمن نصاري.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٤٣٨.
(٤) "ربيع الآخر" كذا في الأصل، وما أثبتناه من مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٣٧، حيث ينقل عنه العيني.
(٥) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٣٧ - ص ٤٣٨.
(٦) يقصد الملك الصالح عماد الدين اسماعيل بن الملك العادل.
انظر: شفاء القلوب، ص ٢٧٩؛ ترويح القلوب، ص ٧٩.
(٧) إلى هنا توقف العيني عن النقل من مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٣٧ - ص ٤٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>