للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيادات فيه، لم يذكره أكثر المؤرخين. قال: ولما أراد جلال الدين أن يسير إلى أخلاط، كانت عساكره سبقت إلى تخومها وأقامت على مسيرة يوم منها، إلى أن عاد السلطان من نخجوان، وأتصل بهم، ثم ورد عليه رسول من عز الدين أيبك، وكان نائب الملك الأشرف بأخلاط، وقبض على الحاجب على، وكان الرسول شيخا تركيا عاقلا، وكانت زبدة رسالته إظهار الطاعة، وأن الأشرف ما أمره بالقبض على الحاجب على إلا لإساءته الأدب مع السلطان، وكان جواب جلال الدين: إن أردت مرضاتي فابعث إلى الحاجب عليا، فلما عاد الرسول بهذا الجواب، قتل عليا، فنزل جلال الدين على خلاط، ونصب عليها اثني عشر منجنيقا، وجرت أمور في مدة حصار خلاط (١).

منها أن الأصفهيد (٢) نصرة الدين صاحب الجبل (٣) قصد جلال الدين اعتمادًا على أوترخان (٤)، الذي كان قد تزوج بأخت له لأب، وقدم تقادم جليلة، أكثرها الجواهر الثمينة، فانحرف عنه أوترخان، وحمل السلطان على قبضه، فقبض وقيد، وبقي محبوسا إلى أن عاد جلال الدين من الروم منهزما (٥).

ومنها أن خان سلطان بنت علاء الدين خوارزم شاه، أخت جلال الدين، كانت أسرت حين أسرت تركان خاتون زوجة علاء الدين، وحملت إلى جنكيزخان، فأخذها دوشي (٦) خان بن جنكيزخان لنفسه، وكانت تبعث إلى جلال الدين أخيها بأخبار التتار سرا، فسيرت أيضا -وجلال الدين محاصر خلاط- خاتما من خواتيم علاء الدين خوارزم شاه، وفيه فص فيروزج منقوش عليها اسم علاء الدين، وذلك علامة من جهتها ومعرفة بحالها، من ذلك أن الخاقان قد أمر بتعليم أولادها القرآن، ومن ذلك أنه بلغه أخبار شوكتك واتساع باعك، فعزم على مصاهرتك، والمهادنة معك، على أن تشاطره


(١) وردت هذه الأحداث بالتفصيل في سيرة منكبرتي، ص ٢٩٩.
(٢) الأصفهيد: أي مقدم الخيالة.
انظر: سيرة منكبرتي، ص ٣٠٠، حاشية (١).
(٣) الجبل: كورة بحمص، وهو اسم جامع لهذه الأعمال التي يقال لها الجبل، والعامة في أيامنا يسمونها العراق، وهمذان أيضا من بلاد الجبل.
انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٢٢.
(٤) أوترخان: كان السلطان جلال الدين قد جاز أمراء ميمنته بجزيل الرواتب والمراتب، فلقب يكت ملك بأوترخان.
انظر: سيرة منكبرتي، ص ٢٣٨.
(٥) وردت هذه الأحداث بالتفصيل في سيرة منكبرتي، ص ٣٠٠.
(٦) دوشي خان: هو جوجي بن جنكيزخان.

<<  <  ج: ص:  >  >>