للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها موت ابن جلال الدين قيقمارشاه (١)، وكان عمره ثلاث سنين، وكان من أخت شهاب الدين سليمان شاه ملك الإيوانية (٢)، وكان اتصاله بها أنه لما رجع من بلاد بغداد سنة إحدى وعشرين وستمائة، بعد شن الغارات على نواحيها، وصل إلى قلعة المذكور متجردا، وليس معه حريم، فنزل بظاهرها، وأرسل إليه يطلب منه جارية تصلح للاستفراش، وكانت الرسالة على يد خادم له يسمي سراج الدين محفوظ، فأجاب بأنه ليس عندي مايصلح له إلا كريمتي، وزوجها منه، فأرسلها إليه في تلك الليلة ثم رحل جلال الدين وتركها هناك، ثم جاء إليه بعد مديده خصي وأخبر أنها حملت، فأرسل إليها السلطان، واستحضرها فولدت عنده قيقمارشاه المذكور (٣).

ومنها موت دوشي خان بن أخش ملك، وكان أخش ملك ابن خال السلطان، قتل بظاهر أصفهان في الحرب فأخذ جلال الدين ابنه دوشي خان عنده، ورباه، وكان عنده أعز من أولاده، حتى كان بعضهم يظن أنه ابنه، فحزن لموته حزنا شديدا. قال أبو الفتح: ورأيته خرج من خيمته حافيا، ودخل الخيمة التي فيها التابوت (٤).

ومنها أنه ورد إليه سعد الدين بن الحاجب رسولا من الديوان العزيز (٥) في عدة ملتمسات، إذا قضيت من كبار أصحاب السلطان، من له خبرة بمراتب أصحاب المناصب ليعاد بالخلع. ومن جملة الملتمسات: إن السلطان لا يحكم على بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، ومظفر الدين كوكبوري صاحب إربل، وشهاب الدين سليمان شاه ملك الإيوانية، وعماد الدين بهلوان بن هزارَسْف ملك الجبال (٦)، بل يعدهم في أولياء الديوان وأتباعه. ومن ذلك أن السلطان لما رجع من جبال همذان ولم يتم له ما قصده من


(١) "قيمقارشاه" كذا ورد الاسم في سيرة منكبرتي، ص ٣٠٣.
(٢) "الأبوية" كذا ورد الاسم في سيرة منكبرتي، ص ٣٠٣.
(٣) وردت هذه الأحداث بالتفصيل في سيرة منكبرتي، ص ٣٠٣ - ص ٣٠٤.
(٤) ورد هذا الخبر بالتفصيل في سيرة منكبرتي، ص ٣٠٤.
(٥) أي ديوان الخلافة. انظر: سيرة منكبرتي، ص ٣٠٤، حاشية (٤).
(٦) الجبال: اسم للبلاد المعروفة اليوم باصطلاع العجم بالعراق، وهي مابين أصبهان إلى زنجان وقزوين وهمذان والدينور وقرميسين والرى، ومابين ذلك من البلاد الجليلة.
انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>