للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخانات، وحوايص ذهب، والكنابيش (١) التفليسية، فنُجيت الكنابيش من الخيل، إلا من خيول أربعة من الخانات، وهم: داع خان، وألغ خان، وأوترخان، وطغان خان، وثلاث مائة خلعة برسم الأمراء، كل خلعة قبا وكمة، وكانت خلعة الوزير شرف الملك عمامة سوداء وقبا وفرجية وسيف هندي وأكرتين (٢) من العنبر، وخمسين (٣) ثوبا وبغلة، وعشرين (٤) خلعة برسم أصحاب الديوان، كل خلعة منها جبة وعمامة. قال أبو الفتح: وخصصت أنا من بين سائر أرباب الديوان ببغلة شهباء جيدة، وعشرين ثوبا، أكثرها الأطلس الرومي والبغدادي. قال: ولما قرأت النسخة الواردة على السلطان، وكان قد ذكر في الأول الجناب العالي الشاهنشاهي، وبعده الأجل شرف الملك الوزير، ثم ذكرت أنا بعدهما، ولم يذكر أحد من سائر أصحاب (٥) الديوان لا باسمه ولا بلقبه، بل أطلق اللفظ المستوفي، والمشرف، والعارض، والناظر ونحو ذلك، وكان رسولا (٦) دار الخلافة ينتظران السلطان يحضر خيمته التي ضربت له، فيلبس الخلعتين، فلم يفعل ذلك بل ضربت له خيمة بقرب الخزانة، ونقلت الخلع إليها، وركب السلطان مرتين، ولبس الخلعتين في نهار واحد، ولبس الناس بعده، ثم خاطب الرسول السلطان في أمر خلاط وإزالة الحصار، فلم يرد عليه جوابا شافيا (٧).

ومنها ورود رسول الملك المسعود صاحب آمد، وكان شخصا تركيا يعرف بعلم الدين قصب السكر، ورسول الملك المنصور صاحب ماردين، وكان خادما أسود، والرسولان رسالتهما عرض الخدمة والطاعة، وأصحب معهما السلطان رسولا من جهته


(١) الكبابيش: كذا في سيرة منكبرتي. ص ٣٠٨. والكنابيش: مفردها كنبوش وهو كساء الفرس أي البرذعة تجعل تحت سرج الفرس، وهو أيضا اللئام الذي يستعمله أهل بلاد المغرب لتغطية الوجه من الذقن إلى الخيشوم اتقاء لبرودة الصباح ورطوبته، ويسمى أيضا الكنفوش.
انظر: مصطلحات صبح الأعشي، ج ١٥، ص ٢٨٩؛ الملابس المملوكية، ص ١٣٥.
(٢) "أكرتان" كذا في الأصل، والصحيح لغة ما أثبتناه.
(٣) "خمسون" كذا في الأصل، والصحيح لغة ما أثبتناه.
(٤) "عشرون" كذا في الأصل، والصحيح لغة ما أثبتناه.
(٥) أصحاب الديوان: صاحب الديوان هو منصب متولي الديوان وهو يلى رتبة الناظر في المراجعة، وله أمور تخصه كترتيب الدرج، ونحو ذلك لعمل الأرشيف.
انظر: مصطلحات صبح الأعشي، ج ١٥، ص ٢١٣.
(٦) "رسول" كذا في الأصل، والصحيح لغة ما أثبتناه.
(٧) وردت هذه الأحداث بالتفصيل الشديد في سيرة منكبرتي، ص ٣٠٤ - ص ٣١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>