للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يأمرهما بإقامة الخطبة له في بلادهما، وأصحب الرسولين بالفقيه نجم الدين الخوارزمي، فأبطأ (١) عن السلطان ولم يعد إلا بعد عود السلطان من الروم على الوجه الذي لا يروم (٢).

ومنها أن خلاط لما عظم بها البلاء، واشتد الغلاء، خرج من أهلها في يوم واحد مقدار عشرين ألف إنسان، وقد تغيرت صورهم من الجوع، حتى أن الأخ لايعرف الأخ، وكان شرف الملك الوزير يطعمهم فيذبح لهم كل يوم عدة أبقار، فما سكنت نفوسهم، حتى مات أكثرهم، وتفرق الباقون أيدي سبأ (٣).

ومنها أن السلطان علاء الدين خوارزم شاه والد جلال الدين كان مدفونا بالجزيرة (٤) على ما ذكرنا، فسنح لجلال الدين وهو محاصر لأخلاط أن يبني مدرسة بأصفهان، وينقل تابوت والده من الجزيرة، فسير مقرب الدين مِهْتَر مهتران مقدم الفراشين (٥) إلى أصفهان، وكان هو الذي تولى غسل علاء الدين خوارزم شاه، ليبنى بها مدرسة، فيها قبة للدفن، ويكون فيها بيت الثياب، وبيت الفرش (٦)، وبيت (٧) الطشت، والركاب (٨)، وغير ذلك، وأصحبه ثلاثين ألف دينار، للشروع في عمارتها، وتقدم للوزير بالعراق بإطلاق ما يحتاج إليه تمام العمارة من وجوه الديوان، وأن يستعمل لها آلات الذهب من


(١) "فانطاء" كذا في الأصل، والصحيح ما أثبتناه من سيرة منكبوتي لاستقامة المعنى، ص ٣١٠.
(٢) ورد هذا الخبر في سيرة منكبرتي، ص ٣١٠.
(٣) ورد هذا الخبر في سيرة منكبرتي، ص ٣١٠ - ص ٣١١.
(٤) هي إحدى جزر مازندران التي توفي فيها السلطان علاء الدين خوارزم شاه، سنة ٦١٧ هـ. انظر: سيرة منكبرتي، ص ١٥.
(٥) مقدم الفراشين أو الفراشية: هو الذي يشرف على بيت الفراش الذي يحوى البسط العديدة والخيام. انظر: سيرة منكبوتي، ص ١٠٨، حاشية (٢).
(٦) بيت الفرش: يسمى أيضا الفراش خاناه، ويشتمل على أنواع الفرش المختلفة من بسط وخيام وغير ذلك، ويعمل فيه عدد من الغلمان يسمون بالفراشين.
انظر: سيرة منكيرتي، ص ٣١١، حاشية (٣).
(٧) بيت الطشت: ويسمى أيضا بالطشت خاناه، وسمي بذلك لاحتوائه على الطشت الذي تغسل فيه الأيدي والطشت الذي يغسل فيه القماش، وهو يحتوي على ما يلبسه السلطان من الكلوتة والأقبية وسائر الثيات والسيف والخفي وغيره، كما أنه يحوي على ما يجلس عليه السلطان من المقاعد والمخاد والسجاد الذي يصلي عليه وغيره. انظر: سيرة منكبرتي، ص ٣١١، حاشية (٤).
(٨) بيت الركاب: ويعرف أيضا بالركاب خاناه، ويشتمل على عدد الخيل من السروج واللجم .. الخ. انظر: سيره منكرتي، ص ٣١١، حاشية (٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>