للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها إرسال صلاح الدين بالهدايا إلى نور الدين (رحمه الله).

قال ابن أبي طىّ (١): وفي هذه السنة وصل رسول نور الدين، وهو الموفق بن القيسراني، واجتمع بالملك الناصر، وأنهى إليه رسالة نور الدين، وطالبه بحساب جميع ما حصَّله وارتفع إليه من ارتفاع (٢) البلاد، فصعب ذلك على السلطان، وأراد شق العصا، لولا ما ثاب إليه من السكينة ثم أمر النواب بعمل الحساب، وعرضه على ابن القيسراني، وأراه جريدة (٣) الأجناد بمبلغ إقطاع وكميات جامكيتهم (٤) ورواتب نفقاتهم. فلما حصل عنده جميع ذلك، أرسل معه هدية (٥) إلى نور الدين على يد الفقيه [عيسي] (٦). قال: ووقفت على برنامج شرحها بخط الموفق بن القيسراني وهي: خمس ختمات [إحداها] (٧) ختمة ثلاثون جزءًا مغشاة بأطلس أزرق، مضببة بصفائح ذهب، وعليها أقفال ذهب، مكتوبة بذهب، بخط يانسي (٨)؛ وختمة بخط راشد مغشاة


(١) انظر: الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٥٨ حيث أورد أقوال ابن أبي طي؛ مفرج الكروب، ج ١، ص ٢٥٧؛ السلوك، ج ١ ق ١، ص ٥٢.
(٢) الارتفاع: ما يتحصل من الدواوين عامة. انظر: السلوك، ج ١ ق ١، ص ٥٢.
(٣) في الروضتين "جرائد الأجناد بمبالغ إقطاعهم وتعيين جامكياتهم" انظر: ج ١ ق ٢، ص ٥٥٨.
(٤) الجامكية: رواتب الجند بصفة عامة. انظر: صبح الأعشي، ج ٣، ص ٤٥٧؛ وانظر أيضًا: Dozy: Supp. Dict. Ar
(٥) انظر ذكر تفصيل الهدية في السلوك، ج ١ ق ١، ص ٥٤ - ٥٥.
(٦) "الساعي" في الأصل، والمثبت بين الحاصرتين من الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٥٨. وقد صحح العينى الاسم بعد ذلك حين ذكر تفصيل الهدية فيما بعد. وهو: الفقيه أبو محمد عيسي بن محمد بن عيسي بن محمد بن أحمد بن يوسف. ويقال له الهكاري، الملقب ضياء الدين. توفي بمنزلة الخروبة سنة ٥٨٥ هـ/ ١١٨٩ م. انظر: الفتح القسى، ص ٣٥٥؛ الكامل: ج ١٠، ص ١٩٠؛ مضمار الحقائق، ص ٢٩٦ - ٢٩٧؛ وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٤٩٧.
(٧) "أحديها" في الأصل: والتصحيح من الروضتين، ج ١، ق ٢، ص ٥٥٨.
(٨) لعله الخط اليابس. وقد ذكر القلقشندي في صبح الأعشى أن ابن الحسين ذكر في كتابة "الأبحاث الجميلة في شرح العقيلة" في قلم الثلث: "أن الخط الكوفي فيه عدة أقلام مرجعها إلى أصلين وهما التقوير والبسط. فالمقور هو المعبر عنه الآن باللين … والمبسوط هو المعبر عنه الآن بالباب وهو ما لا انخساف وانحطاط فيه كالمحقق". انظر: صبح الأعشى، ج ٣، ص ١١. وقد ذكر فوزي سالم عفيفي في كتابه "نشأة وتطور الكتابة الخطية العربية": أن الخط اللين والخط اليابس كانا موجودين قبل الإسلام. بدليل النقوش النبطية التي تغلب عليها اليبوسة والليونة معا. انظر: ص ١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>