للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخُبوشاني نسبة إلى خُبوشان بضم الخاء المعجمة والباء الموحدة وسكون الواو وبعد الشين المعجمة ألف ونون، وهي بليدة بناحية نيسابور، وأستوا بضم الهمزة وسكون السين المهملة وفتح التاء المثناة من فوق أو ضمها، ناحية كثيرة القرى من أعمال نيسابور.

وقال ابن كثير (١): ولما توفي الخبوشاني طلب التدريس جماعة، فشفع الملك العادل عند أخيه السلطان صلاح الدين في شيخ الشيوخ أبي الحسن علي بن حَمُويه، فولاه إياها ثم عزل عنها بعد موت السلطان. واستمرت عليها أيدى بنى السلطان واحدًا بعد واحد، ثم خَلُصت بعد ذلك وعادت إليها الفقهاء والمدرسون.

شهاب الدين المَقْتُول (٢)، أبو الفتوح يحيى بن حَبش بن أميرك، الملقب شهاب الدين السُهْرَوردي الحكيم، المقتول بحلب، وقيل: اسمه أحمد. وقيل: كنيته اسمه، وهو أبو الفتوح. وذكر أبو العباس أحمد الخزرجي الحكيم في كتاب "طبقات الأطباء" أن أسم السهروردى المذكور عمر، ولم يذكر اسم أبيه، والصحيح الذي ذكرناه أولًا. قاله ابن خلكان: وكان من علماء عصره، قرأ الحكمة وأصول الفقه على الشيخ مجد الدين الجبلي بمدينة مَراغة، من أعمال أذربيجان، إلى أن برع فيهما. وهذا مجد الدين هو شيخ فخر الدين الرازي، وعليه تخرج وبصحبته انتفع، وكان إمامة في فنون. وقال في "طبقات الأطباء": وكان السهروردي أوحد أهل زمانه في العلوم الحكمية، جامعًا للفنون الفلسفية، بارعًا في الأصول الفقهية، مفرط الذكاء، فصيح العبارة، وكان علمه أكثر من عقله، ويقال: إنه كان يعرف علم السيمياء (٣)، وحكى بعض فقهاء العجم أنه كان في صحبته وقد خرجوا من دمشق، قال: فلما وصلنا إلى القابون - وهي القرية التي على باب دمشق في طريق من يتوجه إلى حلب - لقينا قطيع غنم مع التركمان، فقلنا للشيخ: يا مولانا تريد من هذا الغنم رأسًا نأكله، فقال: معي عشرة دراهم خذوها واشتروا بها رأس غنم، وكان هناك تركماني فاشترينا منه رأسًا بها، ومضينا قليلًا فلحقنا رفيق له وقال:


(١) البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٧٠.
(٢) انظر ترجمته في وفيات الأعيان، جـ ٦، ص ٢٨٦ - ٢٧٤؛ النجوم الزاهرة، جـ ٦، ص ١١٤.
(٣) السيمياء: ضرب من السحر يقوم على إحداث مثالات خيالية لا وجود لها في الحس. المعجم الوجيز، مادة (سيم).

<<  <  ج: ص:  >  >>