للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تاسع عشر رمضان، ففجع السلطان به وبابن أخيه تقي الدين عمر؛ لأنهما ماتا في ليلة واحدة، وقد كان له من أكبر الأعوان وأعز الإخوان، ودفن حسام الدين في التربة الحساميّة، وهي التي أنشأتها له بمحلة العونية، وهي الشامية البرانية (١). وكانت وفاته بدمشق، وكان شجاعًا مقدامًا.

الأمير الكبير الصَفِّى بن الفائض، نائب دمشق، وكان من أكبر أصحاب السلطان صلاح الدين قبيل المُلك، ثم استنابه على دمشق.

وفي المرآة: الصفى بن الفائض، وزير صلاح الدين واسمه نصر الله، وكان خدم السلطان لما كان شحنة دمشق وأمده بالمال، فرأى له ذلك، فلما ملك استوزره، وكان شجاعًا ثقة دينًا أمينًا، ولما نزل الفرنج دَاريا [١٣٨] والسلطان في الشرق، جمع من أهل دمشق سوادًا عظيمًا، وجمع إلى ظاهر البلد، فظنوهم عسكرًا فرحلوا. وكان كثير المعروف، وكتب أملاكه لمماليكه؛ لأنه لم يكن له ولد، وبني بالعقيلة مسجدًا ودفن به في رجب، ويعرف اليوم بمسجد الصفى. وكانت وفاته في الثالث والعشرين من رجب، رحمه الله.

الملك مظفر الدين قزل أرسلان، واسمه عثمان بن أيلد كز، قتل في شعبان من هذه السنة، وهو الذي ملك أذربيجان وهمذان وأصفهان والرى بعد أخيه محمد البهلوان، وكان قد قوى عليه السلطان طغريل السلجوقي وهزم عسكر بغداد - كما ذكرنا - ثم أن قزل أرسلان هذا تغلّب واعتقل السلطان طغريل بن أرسلان بن طغريل في بعض البلاد، وسافر قزل أرسلان بعد ذلك إلى أصفهان، وتعصب على الشافعية، وأخذ جماعة من أعيانهم فصلبهم، وعاد إلى همذان وخطب لنفسه بالسلطنة، ودخل لينام على فراشه، وتفرق عنه أصحابه، فدخل إليه من قتله على فراشه، ولم يعرف قاتله، والله أعلم. ويقال: نُسب قتله إلى الإسماعيلية. ويقال: إلى غيرهم. ولما أصبحوا قتلوا صاحب بابه، وجلس قُتلغ أينانج بن البهلوان موضعه، ومضى أخوه نصرة الدين أبو بكر إلى أذربيجان وأران (٢)، واستولى عليهما، ثم جمع ومضى على سَمت همذان فلقي قتلغ


(١) عن الشامية البرانية. انظر: المدارس، جـ ١، ص ٢٧٧ - ٢٧٨.
(٢) أرَّان: ولاية واسعة وبلاد كثيرة منها: كنجة وبرذعة وشمكور وبيلقان، وبين أذربيجان وأران نهر. انظر: معجم البلدان، جـ ١، ص ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>