للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النقابون النقب من شمالى الباب الشرقى في الزاوية طول البدنة، وكان المسلمون قد هدوا ذلك المكان في الحصار الأول وبناه الإفرنج، ودخل النقابون فيه.

وكان الملك في عكا قد توجه إلى نحو بيروت، وهذا الذى حمل السلطان على نزوله على يافا، وأقام السلطان تلك الليلة هناك إلى أن مضى من الليل مقدار ثلثه، وعاد إلى المنزلة .. ولما أصبح السلطان عزم على القتال، فقاتلوا، وجرح من المسلمين جماعة بالنشاب والزنبورك من البلد، فيهم الحاجب أبو بكر، وختلخ والي بعلبك وأصيب بعينه، وطغرل التاجى، وسراسنقر في وجهه، وهما من خواص المماليك، وأياز جركس في يده، وهو من كبارهم.

ولما رأى العدو المخذول ما حل بهم، أرسلوا رسولين نصرانيا وفرنجيا يطلبان الصلح، فطلب السلطان منهم قاعدة القدس وقطيعته، فأجابوا إلى ذلك، ولكن اشترطوا أن ينظروا إلى يوم السبت التاسع عشر من رجب، فإن جاءتهم نجدة وإلا تمت القاعدة على ما استقر، فأبى السلطان الانتظار، وصمم على القتال والمضايقة. ولم يزالوا يقاتلون في ذلك اليوم إلى أن فصل الليل بينهم، ولم يقدر السلطان على البلد في ذلك اليوم، بعد خرق النقوب من البدنة، وضاق صدره وندم على عدم إصابته للصلح.

ولما كان يوم الجمعة الثامن عشر من رجب، زحف السلطان وزحف ولده الظاهر زحفا شديدا، وزحف العادل من المسيرة، فإنه كان مريضا، وارتفعت الأصوات وضربت الكوسات، [وخفقت البوقات] (١)، ورمت المنجنيقات، ووقعت تلك البدنة وانفتح الطريق. ولما رأى العدو ذلك أرسلوا رسولين إلى السلطان يطلبان الأمان، فقال السلطان قولا لهم: ينحازون إلى القلعة ويتركون البلد. فدخل الناس البلد [١٥١]، ونهبوا منه أقمشة عظيمة، وغلالا كثيرة، وأثاثا وبقايا قماش من نهبهم من القافلة المصرية.

ولما كان عصر يوم الجمعة جاء إلى السلطان كتاب من قايماز النجمى، وكان في طريق (٢) الغور لحمايته من العدو الذى في عكا، يخبر فيه: أن ملك الإنكتار لما سمع خبر [يافا] (٣) أعرض عن قصد بيروت وعاد إلى قصد يافا. ولما كان سحر تلك الليلة،


(١) ما بين الحاصرتين مثبت من النوادر السلطانية، ص ٢٢، لتصحيح المعنى.
(٢) "طرف" في الأصل والتصحيح من النوادر السلطانية، ص ٢٢٥؛ مفرج الكروب، جـ ٢، ص ٣٩٥.
(٣) ما بين الحاصرتين إضافة من النوادر السلطانية، ص ٢٢٥؛ مفرج الكروب، جـ ٢، ص ٣٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>