للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيَلتهم، ودخل بلد الملك فحمل من خزانته على ألف وأربعمائة جمل ثم عاد سالمًا منصورًا إلى غزنة (١).

وفي تاريخ بيبرس، وفي سنة تسعين وخمسمائة كانت الحرب بين شهاب الدين الغُورى والملك يَنَارسَ الهندي، وذلك أن شهاب الدين سير مملوكه قطب الدين أيبك في السنة التي خلت؛ للإغارة على بلاد الهند، فلما بلغ الخبر ملك الهند المذكور جمع جيوشه وسار طالبًا بلاد الإسلام، فسار شهاب الدين الغوري إلى نحوه من غزنة بعساكره فالتقيا، وكان مع الهندي سبعمائة فيل وألف ألف رجل لأنه ذو مملكة وسيعة، فكانت الكرة عليه وكسر المسلمون وقتل في المعركة ولم يعرفه أحد، فإنه كان شيخًا كبيرًا، وكان يشد أسنانه بشريط الذهب ووجد في المعركة قتيلًا وانهزمت عساكره، ثم ذكر نحو ما ذكرنا غير أنه قال: فأمر الفيالين (٢) الذين لهم أن يخدموا بين يديه فخدموا جميعًا إلا الفيل الأبيض فإنه أبى أن يخدم (٣).

ومنها أن الإفرنج ملكوا قلعة جُبيل وذلك أنه كان فيها شخص يسمى بدر الدين الشحنة نائبًا فباعها للإفرنج بخمسة آلاف دينار صوريّة، وقيل: إن القلعة المذكورة لم يكن فيها من الرجال إلا خمسة عشر نفرًا وأن والى البلد أخذ منهم عشرة نفر لجباية الجزية، واتفق أن خرج والى القلعة إلى الحمام ومعه واحد من الرجالة الخمسة، فبقى في القلعة أربعة أكراد فأغلقوا باب الحصن وسيروا واحدًا منهم يخبر الإفرنج بخلوه، وطلعوا إلى أعلى الحصن وأغلقوه، فلما جاء الوالى ليدخل منعوه فكلمهم وبذل لهم مالًا فلم يجيبوه، فصاح في الجبل فاجتمعوا إليه ووقفوا تحت القلعة، فرمى الأكراد الوالى بحجر فكسر يده، ووصل الإفرنج في الليل فطردوا المسلمين عن الباشورة وحصلوا بها، ووصل ابن [ريمون] (٤) أخو صاحب جبيل وأولاد صاحبها وصاحب طبرية ودخلوا الباشورة وتحدثوا مع الأكراد وحلفوا لهم، وقرروا أن يعطوهم نصف ما يحصل من كل شيء وثلاث ضياع ملكًا من عمل طرابلس، وفتحوا لهم الحصن فتسلموه ورتبوا فيه ألفًا وخمسين


(١) وردت هذه الوقعة بتصرف في البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٩؛ الكامل، ج ١٢، ص ٤٤.
(٢) يقصد القائمين على خدمة الفيلة.
(٣) وردت هذه الأحداث في الكامل، ج ١٢، ص ٤٤؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٩.
(٤) "ميمون" كذا في الأصل والتصحيح من نهاية الأرب، ج ٢٨، ص ٤٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>