للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راجلًا جرخية (١)، وعادوا إلى طرابلس، وكان دخولهم إليها يوم الأربعاء مستهل صفر من هذه السنة (٢).

وفيها وصل إلى مصر -إلى العزيز- بدر الدين لؤلؤ ومعه كتاب من الأفضل يشكو إليه الحال في جبيل وأنه لما بلغه أمرُها نهض بنفسه واستنهض العسكر، وكان قد ندب إليها عسكر من الحلقة فكبسوا مدينتها وقتلوا بها من الإفرنج قريب مائة رجل وأسروا مثلها وأسروا ابن [ريمون] (٣) صاحب بيسان وابن أخت صاحب جُبَيل (٤).

ومنها أنه وصل قسيسٌ من القسطنطينية (٥) إلى مصر يطلب صليب الصلبوت، فأحضر من القدس وكان مرصعًا بالياقوت والجوهر، وكان النصارى الذين بالقدس يفسح لهم في أعيادهم في التبرك به، وسلم إلى المذكور على أن تعاد جبيل من الفرنج، وأرسل الأمير مجد الدين بن شمس الخلافة إلى الفرنج بسبب إعادة جبيل. هذا الذي ذكره بيبرس في أمر صليب الصلبوت. (٦)

وقال غيرُه: لما استقر الملك الأفضل مكان أبيه صلاح الدين في ملك دمشق بعث بهدايا سنية فيها تحف إلى باب الخلافة من ذلك سلاح أبيه وحصانه الذي كان يحضر عليه الغزاة وأشياء كثيرة، منها صليب الصلبوت الذي سلبه يوم حطين من الإفرنج، وفيه من الذهب ما ينيف على عشرين رطلًا، وهو مرصع بالجواهر الثمينة وأربع جواري من بنات ملوك الإفرنج، وأنشأ له العماد كتابًا حافلًا يذكر فيه التعزية بأبيه والسؤال -من الخليفة- أن يكون في ملكه من بعده، فأُجيب إلى ذلك (٧).

ومنها أنه ولد للملك الظاهر غياث الدين غازي مولودًا سماه باسم جده الناصر صلاح الدين يوسف، فقال الرشيد النابلسي يُهنيه به من قصيدة اختصرناها هنا على بعضها وهي:


(١) الجرخية: جمع جرخي أي رامي الجرخ ويقابل الجرح في الفرنسية (arbatete) أي البندق. انظر Dozy: Supp.Dict.Ar. : yleil
(٢) ورد هذا الحدث في نهاية الأرب، ج ٢، ص ٤٤٢ - ص ٤٤٣.
(٣) "ميمون" في الأصل، والتصحيح من نهاية الأرب، ج ٢٨، ص ٤٤٣.
(٤) وردت هذه الأحداث في السلوك، جـ ١، ق ١، ص ١٢١.
(٥) كان هذا القسيس مبعوثًا من قبل الإمبراطور البيزنطي (إسحاق الثاني) (١١٨٥ - ١٩٩٥).
(٦) ورد هذا الخبر بتصرف في السلوك، جـ ١، ق ١، ص ١٢٠ - ص ١٢١؛ نهاية الأرب، ج ٢٨، ص ٤٤٣.
(٧) ورد هذا الخبر بتصرف في البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>