أضاء لك الاقبالُ واتَّسَقَ السعدُ … وأنجزَ ما كنت آمِلَهُ الوَعدُ
وجادَتْ لك الدنيا بما أنت أهلُهُ … فجادلكَ الإقبالُ واقتبل الجدُّ
تأرجَ عَرف الدهرٍ للزهرِ عندما … تبَلّج وجهُ الجُودِ وابتسمَ المَجْدُ
وأَصبح قلبُ الوفرِ وَلْهانَ خائفًا … وبَشّر وَفَدًا بالغَنى والمُنَي وَفدُ
وقُمِّص أَثوابَ الرَّدَى كلُّ قُومَصٍ … وأَضحي كَنُودًا كلُّ مَن وَسْمْهُ كُنْدُ
وَصُبَّ على الأعداء سوطُ مذلَّة … فأنفهم رُغْمٌ وأَوجُهُهم رُبْدُ
فلو نَامَ في أرضِ الفَرنْجه فارسٌ … لما كان رُؤياه والقَدُ القيد
تبَاشَرت الدُّنيا بمَولدِ يُوسف … فركبٌ به يَحدُو وسُفْرٌ به يَشْدُو
فلِلّه نجمٌ منك أَشرق زاهرًا … فَباتَ لبدرِ التمِّ من وَجده وَجْدُ
كفلَت برَدِّ الناصر المَلِكِ للوَرَى … وغادرتَه حَيًّا وقد ضَمَّه لحدُ
وما كانت الأيامُ تَسخُو بمثلِه … فأعجزْتَ حتى صَار مِنك لهُ نِدُّ
خلفتَ صلاحَ الدين بابنك يا ابْنَه … فَقَامَ مَقَامَ البحرِ مُنهمرٌ بمدُّ
أرَاكم كعقد الدُّريا آل يُوسف … وَواسطةٌ ما ضُمَّ من مَجْدكَ العقدُ
يَقولُ الذي يُتْلَى عَليه ثناكمُ … وقد نَدَّمِنهْ ما يَغَارُ له النَّدُّ
وحدثتني يا سَعدُ عنهم فزِدْتَني … جُنونًا فزدْنِي من حديثك يا سَعدُ
ألا هكذا تسمُو البُدور بنُورها … ألا هكذا تُزْهَي بأشبَالها الأُسْدُ
قَدُمتَ غياثَ الدين في ظِلِّ دَولة … يَدينُ لها شِيبُ الممالِك والمُردُ
قَرِين التَّهاني ما حَييتَ مُبَوّءًا … منازلَ عِزٍ ملؤُها المَدحُ والحَمدُ
ومنها أن دجلة زادت ووصل الماءُ إلى سور بغداد العتيق الغربي الذي بناه المنصور فأبان الماء عن تل قريب من السُّور، وفي التل ميت قد بلى وعظامه مسداة، وهو مسُمّر بمسامير الحديد وعليه ضباب من الحديد وفي وجهه ضبّه فيها مسمار كبير وآخر في سرّته. (١)
ومنها ما ذكره محمد بن القادسي أن الخليفة أمر بذبح الطيور العتق ومحو أثرها وعمد إلى فراخ ذبح آباءها وأمهاتها واستفرخ الأولاد وأرسلها إلى المشاهد لتطير إلى
(١) نقل العينى هذا الخبر بتصرف من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٨٠.