للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بطنه عام الرمادة ويقول: قرقر أو لا تقرقر، فوالله لا شبعت والمسلمون جياع. فتصدق الخليفة، وكان المستضيء يتصدق بصدقات كثيرة ويشبع الجياع ويطلق الحبوس (١).

قال ابن خلكان: في مجالس وعظة أجوبة نادرة، فمن أحسن ما يحكى عنه، أنه وقع النزاع ببغداد بين أهل السُنة والشيعة في المفاضلة (٢) بين أبي بكر وعلى - رضى الله عنهما - فرضى الكل بما يجيب به الشيخ أبو الفرج، فأقاما شخصًا وسأله عن ذلك وهو على الكرسي في مجلس وعظه، فقال: أفضلهما من كانت ابنته تحته، ونزل في الحال حتى لا يراجع في ذلك، فقالت السنة [هو] (٣) أبو بكر - رضي الله عنه - فإن ابنته عائشة -رضي الله عنها - تحت رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -). وقالت الشيعة: هو على - رضي الله عنه - لأن فاطمة ابنة رسول الله -عليه السلام- تحته، وهذا من لطائف الأجوبة (٤)، وقال في قصة الذين عبدوا العجل: لو أن الله خاذلهم، ما خاذلهم، وما يعبد العجل إلا الثور. وقال يومًا وقد طرب أهل المجلس: فَهِمْتم فهمتم. (٥) وقال: قال جبريل للرسول، عليهما السلام: سلم على عائشة، ولم يواجهها بالخطاب احترامًا لزوجها، وواجه مريم لأنه ما كان لها زوج، فمن يحترمها جبريل -عليه السلام- كيف يجوز في حقها الأباطيل؟!

وسئل عن لعنة يزيد بن معاوية، فقال: قد أجاز أحمد بن حنبل لعنته، ونحن نقول: ما نحبه لما فعل بابن بنت نبينا عليه السلام، وحمله آل رسول الله -عليه السلام- سبايا إلى الشام على أقتاب الجمال، وتجرئه على الله ورسوله، فإن رضيتم بهذه المصالحة في قولنا ما نحبه، وإلا رجعنا إلى أصل الدعوى، يعني جواز لعنته. ثم قال: أما أبوه ففي خفارة الصحبة فدعوه من أيديكم، وأنتم في حل من الابن. (٦) وذكر يومًا حديث داود -عليه السلام- ووهبه آدم له من عمره ستين سنة. وأن الله أتم لداود مائة، ولآدم -عليه السلام- ألفا، ثم قال: المتوسط بين اثنين، إذا كان كريمًا عُزم. وله أشعار كثيرة (٧) قيل: إنها نحو عشر [٢٦٧] مجلدات فمن الأشعار المنسوبة إليه قوله:


(١) نقل العيني هذا الخبر بتصرف من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣١٧ - ٣١٨.
(٢) الفاضلية في الأصل وما أثبتناه من ابن خلكان حيث ينقل عنه، وفيات الأعيان، جـ ٣، ص ١٤١.
(٣) ما بين حاصرتين إضافة من ابن خلكان لتوضيح الخبر، وفيات الأعيان، جـ ٣، ص ١٤١.
(٤) إلى هنا توقف العينى عن النقل من وفيات الأعيان، جـ ٣، ص ١٤٢، ص ١٤٢.
(٥) نقل العينى هذا الخبر من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣١٩.
(٦) الذيل على الروضتين، ص ٢٣؛ مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٣١.
(٧) القصد هنا أشعار أبو الفرج بن الجوزي.

<<  <  ج: ص:  >  >>