للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا صاحبي إن كنت لي أو معي … فعج على وادي الحمى نرتع

وسل عن الوادي وسُكانه … وأنشِد فؤادي من زبي المجمع

حي كُثيب الرمل رمل الحمى … وقف وسلم لي على لعلع

واسمع حديثًا قد روته الصَّبا … تَسنُده عن بأنه الأجرح

وابك فما في العين من فضلة … وَنب فدتك النفس عن مدمعي

وانزل على الشيخ بواديهم … وقل ديار الظاعنين اسمعي

رفقًا بنضو قد براه الأسى … يا عاذلي لو كان قلبي معي

لهفي على طول (١) ليال خلت … عودي تعودي مدنفًا قد نعي

إذا تذكرت زمانًا مضى … فويح أجفاني من أدمعي (٢)

يا نفس كم أتلو حديث المني … ضاع زماني بالمني فاقطعي

ومن أشعاره

تملكوا واحتكموا وصار قلبي لهم … تصرفوا في ملكهم فلا يقال ظلموا

إن واصلوا مجيهم أو قطعوا فهم هم … أصبر لما شاؤا وإن شاء الذي حكموا (٣)

يا أرض سِلْع (٤) خبري وحدثيني عنهم … يا ليت شعري اذغدوا انجدوا أم اتهموا

تشتاقهم أرض مني وتشكيهم زمزمُ (٥)

(الخامس) في وفاته: توفي ليلة الجمعة بين العشاءين ثاني عشر شهر رمضان، في سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وله سبع وثمانون سنة، وحملت (٦) جنازته على رؤوس الناس، ودفن بباب حرب عند أبيه بالقرب من قبر الإمام أحمد - رضي الله عنه - وكان يومًا


(١) "طيب" في الذيل على الروضتين، ص ٢٤.
(٢) "مدمعي" في الذيل على الروضتين، ص ٢٤.
(٣) ورد نص البيت هكذا في أبي شامة:
"اصبر على ما شاءوا … شاء الذي قد حكموا
انظر الذيل على الروضتين، ص ٢٤.
(٤) أرض سلع: واد في ديار باهلة، وهناك سلع الكلدية وهو واد أو جبل. معجم البلدان، جـ ٣، ص ٢٣٧. طبعة بيروت (بدون).
(٥) ورد نص البيت هكذا في أبي شامة:
"تشتاقهم أرض مني ومكهـ وزمزم"
انظر، الذيل على الروضتين، ص ٢٥.
(٦) "وحمله" كذا في الأصل والمثبت عن البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>