للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألست يا مغرور يا ثقة الردي … أأمنت من حدثانه ما تفزع؟

والموت آت والحياة مريرة … والناس بعضهم لبعض تتبع

وأخو البصيرة من لخير زارع … والمرء يحصد في غد ما يزرعُ

واعلم بأنك عن قليل صائرٌ … خبرًا فكن خبرًا لخير تسمع (١)

العلا أبي الفرج الذي بعد التقى … والعلم يوم حواه هذا المضجع

من أبيات ومنها:

قد كنت كهفًا للشريعة والهدي … خيرًا بأنوار الهداية تلمع

يا قبره جازتك كل غمامة هطالة … رَكانة لا تقلع

الأبيات. قال السبط: وأوصى جدي أن يكتب على قبره:

يا كثير العفو عمن … كثر الذنوب لديه

جاءك المُذنُب يرجو … الصفح عن جرم يديه

أنا ضيف وجزاء … الضيف إحسانٌ إليه

وكان له من الأولاد الذكور ثلاثة: عبد العزيز وهو أول أولاده وكنيته أبو بكر، تفقه على مذهب أحمد، وسمع أبا الوقت وابن ناصر وآخرين من مشايخ والده، وسافر إلى الموصل ووعظ وحصل له القبول التام. فيقال: إن بني الشهرزوري حسدوه فدسوا إليه من سقاه السم، فمات شابة بالموصل سنة أربع وخمسين وخمسمائة (٢).

(والثاني) أبو القاسم على وقد كتب كثيرًا وسمع الحديث، وهو الذي أظهر مصنفات والده وباعها بيع العبيد، ولما مضى أبوه إلى واسط كانت كتبه في داره بدرب دينار (٣)؛ فتحيل عليها بالليل والنهار حتى أخذ منها ما أراد وباعها ولا بثمن المداد. وكان أبوه قد هجرة مدة سنين، وتوفي في سنة ثلاثين وستمائة، وله ثمانون سنة.


(١) وردت هذه الأبيات في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٢٤.
(٢) نقل العينى هذا الحدث بتصرف من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٢٥.
(٣) درب دينار: من دروب باب الجابية بدمشق. انظر: تاريخ دمشق، ص ٥٩، المجلدة الثانية، ق ١ (خطط دمشق).

<<  <  ج: ص:  >  >>