للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(والثالث) أبو محمد يوسف ولقبه محيي الدين ولد في سنة ثمانين وخمسمائة، وسمع الحديث الكثير وتفقه وناظر، ونشأ على الطريق الرشيدة والخلائق الحميدة، وهو كان السبب في خلاص والده من واسط، ووعظ بعد وفاة أبيه تحت تربة والدة [الخليفة] (١) وقامت بأمره أحسن قيام، وولي حسبة بغداد، وسلك طريق العقل والسداد، وترسل عن الخلفاء إلى الملوك وتقلبت به الأحوال إلى سنة أربعين إلى أن ولى أستاذ دارته الإمام المعتصم بالله أمير المؤمنين وأول ترسله عن الملك الظاهر في سنة ثلاث وعشرين وستمائة إلى أولاد العادل: الأشرف، والمعظم، والكامل، وآخر ما انفصل عن الشام في سنة خمس وثلاثين وستمائة إلى بغداد.

وفي تلك السنة توفي صاحب الروم، والكامل، والأشرف، وكان للشيخ أبي الفرج عدة بنات منهن: والدة أبي المظفر صاحب مرآة الزمان واسمها رابعة، وشرف النساء، وزينب، وجوهرة، وست العلماء الكبرى، وست العلماء الصغرى، وكلهن [٢٦٩] سمعن الحديث من والدهن أبي الفرج وغيره. (٢)

العماد الكاتب: أبو عبد الله محمد بن صفي الدين أبي الفرج محمد بن نفيس الدين، أبو الرجاء حامد بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمود بن هبة الله، المعروف بأَلُه الملقب عماد الدين الكاتب الأصفهاني، المعروف بابن أخي العزيز (٣)، وكان فقيهًا شافعي المذهب، تفقه بالمدرسة النظامية زمانًا، وأتقن الخلاف وفنون الأدب، وله من الشعر والرسائل ما يغني عن الإطالة في شرحه، وكان قد نشأ بأصبهان، وقدم بغداد في حداثته، وتفقه على الشيخ أبي منصور سعيد بن محمد بن الرزاز، مدرس النظامية، وسمع بها الحديث من بنى أبي (٤) الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن جيرون، وأبي المكارم المبارك بن على السمرقندي، وأبي بكر أحمد بن على بن الأشقر، وغيرهم، وأقام بها مدة.


(١) ما بين حاصرتين إضافة من أبي شامة لاستقامة المعنى. الذيل على الروضتين، ص ٢٦.
(٢) نقل العيني هذا الخبر بتصرف من سبط ابن الجوزي: مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٢٥ - ٣٢٦.
(٣) وفيات الأعيان، جـ ٥، ص ١٤٧، ص ١٥٢.
(٤) ذكر ابن خلكان أن العماد الكاتب سمع الحديث من الشيخ أبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام وليس من بنيه. انظر، وفيات الأعبان، جـ ٥، ص ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>