للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين الدمشقي الفقيه الشافعي، كان ذا فضائل عديدة في الفقه والأدب وغيرهما، وله النظم المليح والخطب والرسائل، وتولى القضاء بدمشق في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، يوم الأربعاء العشرين من الشهر المذكور، وكذلك أبوه وجده وولداه كانوا قضاتها، وكانت له عند السلطان صلاح الدين المنزلة العالية والمكانة المكينة، ولما فتح السلطان صلاح الدين حلب يوم السبت ثامن عشر صفر، سنة تسع وسبعين وخمسمائة أنشده القاضي محيي الدين المذكور قصيدة بائيه، أجاد فيها كل الإجادة، وكان من جملتها بيت هو متداول بين الناس وهو:

وفتحك القلعة الشهباء في صفر … مبشرة بفتوح القُدس في رجب

فكان كما قال، وقد ذكرنا هذا في موضعه، وكانت ولادته في سنة خمسين وخمسمائة بدمشق، وتوفي في التاريخ المذكور (١).

وكان والده أبو الحسن على الملقب زكي الدين على القضاء بدمشق. وكان كثير الخير والدين، فاستعفى من القضاء فأعفى، فخرج إلى مكة حاجة، وعاد إلى بغداد في صفر سنة ثلاث وستين وخمسمائة فأقام بها، وكان عالى الطبقة في سماع الحديث. سمع خلقًا كثيرًا، ولم يزل بها إلى أن توفي يوم الخميس الثامن والعشرين من شوال سنة أربع وستين وخمسمائة، ودفن بمقبرة الإمام أحمد - رضي الله عنه - (٢) ثم في صفر من سنة أربع وستمائة عزل الشمس بن التبنيني عنها وتولاها الرشيد ابن أخته ضمانًا بزيادة ثلاثة آلاف دينار، ثم في تاسع شعبان من سنة أربع وستمائة أبطل ضمانها وتولاها المعتمد والي دمشق [٢٧٦].

الخطيب الدولعي ضياء الدين أبو القاسم عبد الملك بن زيد بن ياسين التغلبي الدولعي، نسبة إلى قرية بالموصل يقال لها الدولعية، ولد بها سنة ثمان عشرة وخمسمائة (٣)، وتفقه ببغداد على مذهب الشافعي، وسمع الحديث، ثم قدم دمشق فولي بها الخطابة وتدريس الغزالية، وكان زاهدًا متورعًا حسن الطريقة مهيبًا في الحق،


(١) وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٢٢٩، ص ٢٣٦.
(٢) انظر ترجمته في وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٢٣٦. ترجمة عارضة (١٧١) في نفس ترجمة ابن الزكي، الذهبي، العبر، ج ٤، ص ٣٠٣ - ص ٣٠٦.
(٣) أشار سبط بن الجوزي أنه الخطيب الدولعي، ولد سنة ٥٠٧ هـ، مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>