للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وغزنة والهند لصاحب باميان، فلما بلغه موت بهاء الدين جلس على التخت وخطب لنفسه [٢٨٥] بالسلطنة، وحلف للأمراء الذين قصدوه، وهم: إسماعيل الخلجي وسونج أمير شكار (١) وغيرهما، وتلقب بألقاب أبيه غياث الدين، وكتب إلى علاء الدين محمد بن أبي على وهو بفيروزكوه يستدعيه إليه، ثم رحل غياث الدين إلى فيروزكوه فملكها وقبض على جماعة من أصحاب علاء الدين محمد، فنجا علاء الدين هربا ودخل دار أبيه فسكنها، واستوزر عبد الجبار بن محمد الكيزاني وزير أبيه، وسلك طريق والده في الإحسان والعدل، ولما فرغ غياث الدين من علاء الدين محمد، ولم يكن له همه إلا ابن خرميل صاحب هراة واجتذابه إلى طاعته، فراسله وكاتبه، فلما وصله كتابه خاف ميل الناس إليه فغالطه في الجواب وكاتب خوارزم شاه وطلب منه أن يرسل إليه عسكرًا ليكون في طاعته، ويمتنع به من الغورية، فكتب خوارزم شاه إلى عسكره الذي بنيسابور وغيرها من بلاد خراسان بالتوجه إلى هراة، وأن يمتثلوا أمر ابن خرميل، فلما وصل عسكر خوارزم شاه أنزلهم ابن خرميل على باب هراة، وبلغ ذلك غياث الدين فبرز عن فيروزكوه نحو هراة وأقر عسكره بالتقدم إلى هراة، وجعل المقدم عليهم على بن أبي على، وبلغه أن خوارزم شاه علي بلخ (٢) فسار وكان على يزكه صاحب الطالقان، وكان منحرفًا على غياث الدين، فأرسل إلى ابن خرميل يعرفه أنه على اليزك ويأمره بالمجيء إليه وأنه لا يمنعه، فسار ابن خرميل في عسكره فكبس عسكر غياث الدين على غرة منهم فهزمهم، وغنم أموالهم وأسر ابن إسماعيل الخلجي، وأرسل عسكره فشنوا الغارة على البلاد، وعظم الأمر على غياث الدين فأزمع المسير إلى هراة فأتاه الخبر أن علاء الدين صاحب باميان قد عاد إلى غزنة، فأقام ينتظر ما يكون منهم ومن يلدز، وأما خوارزم شاه فاستمر على حصار بلخ حتى فتحها وسلمها إلى جغر التركي، وسار مجدا إلى مدينة ترمذ (٣) وبها ولد عماد الدين صاحب بلخ فسير إليه، أمانًا فسلمها إليه فلما تسلمها منه سلمها إلى الخطأ، وإنما أعطاهم ذلك ليتمكن من ملك خراسان، وأما يلدز فإنه أقام في


(١) أمير شكار: يتحدث صاحب هذه الوظيفة على الجوارح السلطانية من الطيور وغيرها، وعلى سائر أمور الصيد. وشكار لفظ فارسي معناه الصيد، فيكون المراد أمير الصيد. انظر: صبح الأعشى، ج ٤، ص ٢٢، ج ٥، ص ٤٦١.
(٢) بَلْخُ: مدينة مشهورة بإقليم خراسان، معجم البلدان، جدا، ص ٧١٣.
(٣) تَرْمِذُ: مدينة مشهورة من أمهات المدن، تقع على الجانب الشرقي من نهر جيحون. معجم البلدان، ج ١، ص ٨٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>