للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت ولادته بجزيرة ابن عمر في أحد الربيعين سنة أربع وأربعين وخمسائة، ونشأ بها ثم انتقل إلى الموصل في سنة خمس وستين وخمسمائة، ثم عاد إلى الجزيرة ثم عاد إلى الموصل وتنقل في الولايات بها، واتصل بخدمة الأمير مجاهد الدين قايماز بن عبد الله الخادم الزيني المقدم ذكره، وكان نائب المملكة فكتب بين يديه منشئًا إلى أن قبض عليه كما ذكرنا، فاتصل بخدمة عز الدين مسعود بن مودود صاحب الموصل، وتولي ديوان رسائله وكتب له إلى أن توفي، ثم اتصل بولده نور الدين أرسلان شاه فحظى عنده، وتوفرت حرمته لديه وكتب له مدة، ثم عرض له مرض كف يديه ورجليه فمنعه من الكتابة مطلقًا، وأقام في داره يغشاه الأكابر والعلماء، وأنشأ رباطًا بقرية من قرى الموصل تسمى قصر حرب ووقف أملاكه عليها وعلى داره التي كان يسكنها بالموصل. وقال ابن خلكان: وبلغني أنه صنف هذه الكتب كلها في مدة العطلة فإنه تفرغ لها، وكان عنده جماعة يعينونه عليها في الاختيار والكتابة، وكانت وفاته بالموصل يوم الخميس سلخ ذي الحجة من هذه السنة، ودفن برباطه بدرب دراج داخل الموصل. قلت: ترجمة أخوه عز الدين في الكامل (١)، فقال: كان عالما في عدة علوم منها: الفقه، وعلم الأصولين، والنحو، والحديث، واللغة. وله تصانيف مشهورة، وكان كاتبًا مغلقًا يضرب به المثل، ذا دين ولزوم طريق مستقيم، فلقد كان من محاسن الزمان. وقال أبو شامة (٢): كان به نقرس، يحمل في محفة، رحمه الله.

الفخر الرازي (٣) صاحب التفسير الكبير، محمد بن عمر بن الحسين بن على القرشي التيمي البكرى، العلامة أبو عبد الله وأبو المعالي، المعروف بالفخر الرازي، ويقال له ابن خطيب الريّ، الفقيه الشافعي، أحد المشاهير بالتصانيف الكبار والصغار نحو من مائتي مصنف منها: تفسير القرآن الكريم: جمع فيه كل غريب وغريبه، وهو كبير جدًا لكنه لم يكمله، وشرح سورة الفاتحة في مجلد. ومنها في علم الكلام [٣٢٣]. المطالب العالية، ونهاية العقول، وكتاب الأربعين، والمحصّل، والمعالم، وكتاب البيان والبرهان في الرد على أهل الزيغ والطغيان، وكتاب المباحث العمادية في


(١) انظر ابن الأثير، ج ١، ص ٣٥٠ - ص ٣٥١.
(٢) الذيل على الروضتين، ص ٦٨.
(٣) الذيل على الروضتين، ص ٦٨؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٦٠ - ص ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>