للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العجائز (١) كان هو الفائز. وقال الشيخ شهاب الدين في الذيل (٢) في ترجمته: وكان يعظ وينال من الكرامية وينالون منه سبًا وتكفيرًا، وقيل: إنهم دسوا عليه من سقاه السم فمات، ففرحوا بموته، وكانوا يرمونه بالكبائر، ولا كلام في فضله وإنما الشناعات عليه قائمة بأشياء منها: إنه كان يقول: قال: محمد التازي يعني العربي (٣)، وقال محمد الرازي يعني نفسه.

ومنها: إنه كان يقرر الشُّبَه في جهة الخصوم بعبارات كثيرة ويجيب عن ذلك بأدني إشارة. قال: وبلغني إنه خلَّف من الذهب العين ثمانين ألف دينار غير ما كان يملكه من الدواب والثياب والعقار والآلات، وخلف ولدين أخذ كل واحد منهما أربعين ألف دينار، وكان ابنه الأكبر قد تجند في حياته وخدم السلطان محمد بن ت كش، وقال ابن خلكان (٤): وكانت ولادة فخر الدين في الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وأربعين، وقيل سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة بالرِّيّ، وتوفي يوم الإثنين، وكان عيد الفطر سنة ست وستمائة بمدينة هراة، ودفن آخر النهار في الجبل المصاقب لقرية مزداخان، بضم الميم وسكون الزاي وفتح الدال المهملة وبعد الألف خاء معجمة مفتوحة وبعد الألف نون، وهي قرية بالقرب من هراة.

الإمام فخر الدين أبو الفضائل محمد بن عمر الرازي، أحد الأعيان الحنفية، مات في هذه السنة فإنه وافق فخر الدين الرازي الشافعي في الاسم واسم الأب والنسبة والمعاصرة والوفاة.

المجد المطرّزي النحوى الخوارزمي، كان إمامًا في النحو، وله فيه تصانيف حسنة. قال ابن الأثير (٥): مات في هذه السنة.

الملك المؤيد نجم الدين مسعود بن السلطان صلاح الدين يوسف، توفي في هذه السنة بمدينة رأس عين، فحمل إلى حلب ودفن بها. وفي تاريخ بيبرس (٦): وهو


(١) يقصد بمذهب العجائز مذهب الفطرة.
(٢) انظر أبو شامة، الذيل على الروضتين، ص ٦٨.
(٣) ذكر أبو شامة أنه يريد النبي - صلى الله عليه وسلم -. انظر الذيل على الروضتين، ص ٦٨.
(٤) وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٢٥٢.
(٥) انظر الكامل، ج ١٠، ص ٣٥١.
(٦) ورد هذا الخبر في نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>