للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المهذب (١) الطبيب المشهور، وهو على بن أحمد بن مقبل الموصلي، سمع الحديث، وكان أعلم أهل زمانه بالطب، وله فيه تصنيف حسن، وكان كثير الصدقة حسن الأخلاق. وقال ابن كثير في الكامل: توفي المهذب المذكور في المحرم من سنة عشر وستمائة.

الجزولي (٢) أبو موسى عيسى بن عبد العزيز الجَزُولى اليَزْدكِتني (٣) النحوي المغربي (٤)، مصنف المقدمة (٥) المشهورة البديعة، وقد شرحها هو وتلامذته من بعده، وكلهم معترفون بتقصيرهم عن فهم مواده في أماكن كثيرة منها. قدم مصر فأخذ عن ابن بري، ثم عاد إلى بلاده وولي خطابة مراكش، وتوفي في هذه السنة، وقيل قبلها.

وقال ابن خلكان (٦): أبو موسى عيسى بن عبد العزيز بن يلَلْبَخْت بن عيسى بن يُوما ريلي الجزولي اليزدكتني، كان إماما في علم النحو، كثير الاطلاع على دقائقه وغرائبه وشاذه، وصنف فيه المقدمة التي سماها القانون، ولقد أتى فيها بالعجائب، وهي في غاية الإيجاز مع الاشتمال على شيء كثير من النحو، ولم يُسْبَق إلى مثلها، واعتنى بها جماعة من الفضلاء فشرحوها، ومنهم من وضع لها أمثلة، ومع هذا كله فلا تفهم حقيقتها، فإنها كلها رموز وإشارات. ويقال: إنه كان يدرى شيئا من المنطق. وأقام بمدينة بجاية مدة، والناس يشتغلون عليه، وتوفي سنة عشر وستمائة بمدينة مراكش، وقيل سنة ست أو سبع وستمائة.

ويللبخت: بفتح الياء [المثناه من تحتها] (٧) واللام وسكون اللام الثانية وفتح الباء الموحدة وسكون الخاء المعجمة وبعدها تاء مثناة من فوق، وهو اسم بربري.


(١) انظر ترجمته في الكامل، جـ ١٠، ص ٣٦٠؛ البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٧٣.
(٢) انظر ترجمته في البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٧٣؛ وفيات الأعيان، جـ ٣، ص ٤٨٨ - ٤٩١.
(٣) "البردكيني" في البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٧٣.
(٤) "المصري" في البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٧٣.
(٥) هذه المقدمة سماها الجزولي "القانون". انظر: وفيات الأعيان، جـ ٣، ص ٤٨٨.
(٦) انظر: وفيات الأعيان، جـ ٣، ص ٤٨٨ - ٤٩١.
(٧) "بفتح الياء آخر الحروف" كذا في الأصل، وهو خطأ. والمثبت كما في وفيات الأعيان، جـ ٣، ص ٤٩٠، حيث ينقل العينى عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>