للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالطاعة ولما أطلقه السلطان كما ذكرنا بعد أن تسلم منه قلعة (١) أصطخر وأسكبناد وهما على شواهق الجبال وسلمها إلى المؤيد الحاجب، وبعد أن شرط عليه أن تحمل كل سنة إلى الخزانة السلطانية من بلاده ثلث الخراج عاد بالخلع والتشريفات. ولما وصل إلى كرسي ملكهـ وهي مدينة شيراز امتنع عليه ابنه أبو بكر المذكور إلى أن فتح الباب على غفلة منه حسام الدين تكين باش، وكان أكبر مماليك سعد المذكور [٣٦٥] ومقدم دولته ولم يرع أبو بكر إلا دخول أبيه عليه، وكان بيده سيف مجرد فضرب به وجه أبيه ضربة أثرت فيه، وحجز بينهما الذين كانوا حاضرين، فأمر سعد بالقبض على ابنه، وأودع بالسجن مدة إلى أن رضي عنه، وعظم حال حسام الدين عنده إلى أن توفي سعد وقام ابنه أبو بكر المذكور مقامه فخاف حسام الدين وهرب تحت الليل، وخلّى أمواله وأثقاله مما لا تحمله الظهور وجاء إلى خدمة جلال الدين، فأعطاه جلال الدين خلخال (٢) بقلاعها وأعمالها فأقام بها إلى أن قتل بعد خروج التتار في سنة ثمان (٣) وعشرين وستمائة ثم إن السلطان خوارزم شاه بعد ما ذكرنا من الأمور سار إلى ساوة (٤) فملكها وأقطعها لعماد الملك الساوي، عارض جيشه وهو من أهلها ثم سار إلى قزوين و زنجان (٥) وأبهر فملكها بغير ممانع ولا مدافع، ثم سار إلى همدان فملكها وأقطع بلادها لأصحابه وملك أصفهان وقم (٦) وقاشان (٧) واستوعب ملك جميع تلك البلاد، ثم إنه أرسل إلى الخليفة يطلب أن يخطب له ببغداد فلم تقع الإجابة إلى ذلك فعزم على المسير إلى بغداد فقدم بين يديه أميرا كبيرا في خمسة آلاف فارس وأقطعه حلوان (٨) فسار حتى وصل إليها، فلما سار عن


(١) قلعة أصطخر: من أهم الحصون في بلاد فارس. انظر معجم البلدان، جـ ١، ص ٢٩٩.
(٢) خلخال: مدينة وولاية في طوف أذربيجان بها قلاع حصينة. انظر، معجم البلدان، جـ ٢، ص ٤٥٩.
(٣) "ثمانية" في الأصل، والصحيح ما أثبتناه.
(٤) ساوة: مدينة ساوة في منتصف المسافة بين همذان والرى على طريق القوافل التي تقطع بلاد فارس. انظر، معجم البلدان، جـ ٣، ص ٢٤؛ بلدان الخلافة، ص ٢٤٦ - ص ٢٤٧.
(٥) أپهر وزنجان: مدينتان يقترن ذكرهما معًا في الغالب على الطريق غرب قزوين وقد اشتهرتا منذ قديم الزمان. انظر بلدان الخلافة، ص ٢٥٦ - ص ٢٥٧.
(٦) "قم" مدينة تذكر مع قاشان وهي مدينة مستحدثة إسلامية تقع في إقليم الجمال وبها مشهد فاطمة أخت على الرضا الإمام السادس الذي عاش في أيام هارون الرشيد. معجم البلدان، ج ٤، ص ١٧٥؛ بلدان الخلافة الشرفية، ص ٢٤٥.
(٧) قاشان: تقع في إقليم الجبال وبين قم وقاشان اثنا عشر فرسخا. انظر معجم البلدان، ج ٤، ص ١٥؛ وبلدان الخلافة، ص ٢٤٤.
(٨) حلوان: مدينة كبيرة عامرة، ليس بأرض العراق بعد الكوفة والبصرة وواسط بغداد وسر من رأى أكبر منها وهي بقرب الجبل وليس للعراق مدينة بقرب الجبل غيرها انظر، معجم البلدان، جـ ٢، ص ٣١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>