للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي تاريخ المؤيد (١) وفي سنة ست عشرة وستمائة توفى الملك الغالب عز الدين كيكاوس بن كيخسرو بن قليج أرسلان بن مسعود بن قليج أرسلان صاحب بلاد الروم، وكانت ولايته في سنة سبع وستمائة، وكان قد تعلق به مرض السل واشتد مرضه ومات، فملك بعده أخوه كيقباذ.

وفي المرآة (٢): وكان كيكاوس جبارا ظالما فاسقا سفاكا للدماء.

ومنها أنه ولي حسبة بغداد الصاحب محيي الدين يوسف ابن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي وهو مع ذلك يذكر ميعاد الوعظ على قاعدة أبيه وشكرت مباشرته للحسبة.

وقال السبط في المرآة: وفيها أعيد خالي أبو محمد يوسف إلى الحسبة وأفرج الخليفة عن ولده أبي نصر محمد وأذن له في الركوب حيث شاء.

ومنها أنه وصل رسول خوارزم شاه إلى الملك العادل وهو بمرج الصفر، فبعث في الجواب الخطيب الدولعي والنجم خليل قاضى العسكر فوصلا إلى همذان فوجدا خوارزم شاه قد اندفع من بين يدي الخطأ وقد خامر عليه عسكره فسار إلى حدّ بخاري، فاجتمعا بولده جلال الدين فأخبرهما بوفاة العادل فرجعا إلى دمشق.

ومنها أن عماد الدين زنكي بن أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنكي بن آقسنقر استولى على بعض القلاع المضافة إلى مملكة الموصل وقد تقدم في سنة سبع وستمائة (٣) أن أرسلان شاه عند وفاته جعل مملكة الموصل لولده القاهر مسعود، وأعطى ولده الأصغر عماد الدين زنكي المذكور قلعتى العقر وشوش. فلما مات أخوه القاهر وأجلس ولده أرسلان شاه بن القاهر في المملكة. وكان به قروح وأمراض تحرك عماد الدين زنكي وقصد العمادية واستولى عليها، ثم استولى على قلاع الهكارية والزوزان، فاستنجد بدر الدين لؤلؤ المستولى على ملك الموصل وتدبير أرسلان شاه بالملك الأشرف بن العادل ودخل في طاعته، فأنجده الأشرف بعسكر وساروا إلى زنكي بن أرسلان شاه فهزموه، وكان زنكي متزوجا ببنت مظفر الدين كوكبوري صاحب إربل، وأم


(١) المختصر في أخبار البشر، جـ ٣، ص ١٢٤ (وقد أورد هذا الحدث في وفيات مينة ٦١٦ هـ.
(٢) سبط ابن الجوزي، جـ ٨، ص ٣٩٢.
(٣) المختصر، جـ ٣، ص ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>