للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البنت ربيعة خاتون بنت أيوب أخت الملك العادل زوجة مظفر الدين. فكان مظفر الدين لا يترك ممكنا في نجدة صهره زنكي المذكور. ويبالغ في عداوة بدر الدين لؤلؤ لأجل صهره.

وفي تاريخ بيبرس (١): ولما رأى بدر الدين لؤلؤ خروج القلاع من يده واتفاق مظفر الدين وعماد الدين عليه أرسل إلى الملك الأشرف ابن الملك العادل وهو صاحب ديار الجزيرة وخلاط، يطلب منه المعاضدة وانتمى إليه وصار في طاعته، فأجاب الأشرف بالقبول والفرح به والاستبشار، وبذل له المساعدة والمحاربة دونه واستعادة ما أخذ من القلاع التي كانت له. وكان الملك الأشرف حينئذ نازلا بظاهر حلب لما ذكرناه من تعرض كيكاوس ملك بلاد الروم إلى أعمالها، وملكوا بعض قلاعها، فأرسل الأشرف إلى مظفر الدين يقبح هذه الحالة ويقول له: إن هذه القاعدة تقررت بين جميعنا بحضور رُسلك وإنا نكون على الثالث إلى أن يرجع إلى الحق، ولابد من إعادة ما أُخذ من بلاد الموصل لنَدوُم على اليمين التي استقرت بيننا، فإن امتنعت وأصررت على معاضدة زنكي ونصرته، فأنا أجيء بنفسي وعساكري وأقصد بلادك وغيرها وأسترد ما أخذتموه وأعيده إلى أصحابه. والمصلحة أنك توافق وتعود إلى الحق لنجعل شغلنا جمع العساكر وقصد الديار المصرية، وإجلاء الفرنج عنها قبل أن يعظم خطبهم ويستطير شرهم. فلم تحصل الإجابة منه إلى شيء من ذلك. وكان ناصر الدين محمود صاحب حصن كيفا وآمد قد امتنع عن موافقة الأشرف وقصد بعض بلاده ونهبها، وكذلك صاحب ماردين، واتفقا مع مظفر الدين فلما رأى الأشرف ذلك جهز عسكرًا وسيره إلى نصيبين نجدة لبدر الدين إن احتاج إليهم.

ولما عاد (٢) العسكر البدرى من حصار العمادية خرج منها عماد الدين زنكي وتوجه إلى قلعة العَقر التي له ليتسلط على أعمال الموصل التي بالصحراء، فإن بلد الجبل كان قد فرغ منه وأمره مظفر الدين بطائفة كثيرة من العسكر، فلما اتصل الخبر ببدر الدين سير طائفة من عسكره إلى أطراف بلاد الموصل يحمونها، فأقاموا على أربعة فراسخ من الموصل، ثم اتفقوا فيما بينهم على أن يسيروا إلى زنكي ويحاربوه وهو عند العقر في


(١) ورد هذا الخبر في الكامل، جـ ١٠، ص ٣٨٤ - ص ٣٨٥.
(٢) ورد هذا الخبر في الكامل، جـ ١٠، ص ٣٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>