للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في هذا الفن، وكل واحد منهم ينعت بالركن، وهم: ركن الدين الطاوسي، وركن الدين السمرقندي العميدى المذكور، وركن الدين إمام زاده، والرابع شُذّ عنه. وصنف العميدي في هذا الفن طريقة وهي مشهورة بأيدي الفقهاء، وصنف الإرشاد واعتني بشرحها جماعة من أرباب هذا الشأن منهم: القاضي شمس الدين أبو العباس أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى، الفقيه الشافعي الخُويّ قاضي دمشق، والقاضي أوحد الدين الدوني قاضي منبج، ونجم الدين المرندي، وبدر الدين محمود المراغي وغيرهم، وصنف أيضا كتاب النفائس واختصره شمس الدين الخُوّي المذكور وسماه عرائس النفائس، وصنف أشياء مستملحة على هذا الأسلوب. واشتغل عليه خلق كثير وانتفعوا به من جملتهم نظام الدين أحمد ابن الشيخ جمال الدين أبي المجاهد محمود بن أحمد بن عبد السيد ابن عثمان بن نصر بن عبد الملك البخاري الحنفي المعروف بالحصيري، صاحب الطريقة المشهورة، وغيره. وكان كريم الأخلاق كثير التواضع طيب المعاشرة، توفي ليلة الأربعاء تاسع جمادى الآخر سنة خمس عشرة وستمائة بخاري.

والعميدي: بفتح العين المهملة وكسر الميم وسكون التاء آخر الحروف، وفي آخره دال مهملة. قال ابن خلكان (١): ولا أعرف هذه السنة إلى ماذا ولا ذكرها السمعاني.

أبو العباس أحمد بن برنقش بن عبد الله العمادى، كان من أمراء سنجار وكان أبوه من موالى الملك عماد الدين زنكي صاحبها، وكان أحمد هذا شاعرًا ذا مال جزيل وأملاك كثيرة، وقد احتاط على أموال قطب الدين محمد بن عماد الدين زنكي وأودعه سجنا فَنُسِىَ فيه ومات كمدًا. ومن شعره:

تقول وقد ودعتها ودموعها … على نحرها من خشية البين تلتقي

مضى أكثر العمر الذي كان نافعا … رويدك فاعمل صالحا في الدين تقي

ابن الدامغاني (٢)، القاضي عماد الدين قاضي القضاة ببغداد واسمه أبو القاسم عبد الله بن أبي الحسين، ولد في رجب سنة أربع وستين وخمسمائة وتفقه على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه، وعرف الفرائض والحساب وقسمة التركات مع


(١) انظر وفيات الأعيان، جـ ٤، ص ٢٥٨.
(٢) البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>