للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك (١) الصالح ناصر الدين محمود بن قرا أرسلان بن أرتق، صاحب آمد، توفي في هذه السنة في صفر بآمد، وكان شجاعا عاقلا جوادا محبا للعلماء، وكان مصاحبًا للملك الأشرف موسى بن السلطان الملك العادل، يجيء إلى خدمته مرارا، وملك بعده ولده الملك المسعود، وكان بخيلا فاسقًا، فأخذه الملك الكامل وحبسه بمصر ثم أطلقه، فأخذ أمواله التتار. قال أبو شامة (٢): أخذ الملك الكامل منه أمد وحمله إلى مصر، فحبسه في الجب مدة ثم أطلقه، فمضى إلى التتار [٤١١] ومعه أموال فأخذت منه.

الملك (٣) الفائز غياث الدين إبراهيم بن الملك العادل، كان قد انتظم له الأمر في الملك بعد أبيه على الديار المصرية على يدي الأمير عماد الدين أحمد بن المشطوب كما ذكرنا، لولا أن الملك الكامل تدارك ذلك سريعا، ثم أرسله أخوه في هذه السنة إلى أخيهما الملك الأشرف موسى يستحثه في سرعة المسير إليهم بسبب الفرنج، فمات بين سنجار والموصل، وقد ذُكِر أنه سُمَّ فَرُدِّ إلى سنجار فدفن بها عند تربة عماد الدين زنكي.

الأمير (٤) أبو عزيز قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم العلوي الحسني الزيدي؛ صاحب مكة شرفها الله تعالى، مات في جمادى الأولى من هذه السنة، وقد بلغ من السن سبعين سنة. وذكر ابن الأثير (٥) وفاته في سنة ثماني عشرة وستمائة، وكان شيخا طويلا مهيبا لا يخاف من أحد من الخلفاء ولا الملوك، ويرى أنه أحق بالأمر من كل أحد، وكان الخليفة يود أن لو حضر عنده فيكرمه، وكان يأبى من ذلك ويمتنع منه أشد الامتناع، ولم يفد إلى أحد قط ولاذل لخليفة ولا ملك: قد كتب إليه الخليفة مرة يستدعيه فكتب إليه:


(١) انظر: الذيل على الروضتين، ص ١٢٤؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٠٠.
(٢) الذيل على الروضتين، ص ١٢٤.
(٣) البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٩٩، ص ١٠٠؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٠١.
(٤) الكامل، ج ١٠، ص ٤٢٦ - ص ٤٢٧؛ الذيل على الروضتين، ص ١٢٣؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٩٩؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٠١؛ شذرات الذهب؛ ج ٥، ص ٧٦.
(٥) الكامل في التاريخ، ج ١٠، ٤٢٦ - ص ٤٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>