للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولي كفُّ ضرغام أَذِلَّ ببطشِها … وأَشري بها بين الورى وأبيع

وكل (١) ملوكِ الأرضِ تلثمُ ظَهَرهَا … وفي وسطها (٢) للمجد بين ربيع

أأجعَلُها تحت الرحا ثم أبتغي … خلاصًا لها إني إذا لرقيع

وما أنا إلا المسكُ في كل بقعة (٣) … يَضُوُع وأما عندكم فيضيعُ (٤)

وقال أبو شامة (٥): ولما كتب إليه الخليفة، قال: أنت ابن العم والصاحب، وقد بلغني شهامتك وحفظك للحاج وعدلك، وشرف نفسك وعفتك ونزاهتك، وقد أحببت أن أراك وأشاهدك وأحسن إليك، فكتب إليه هذه الأبيات، وقال أيضا: ولم يرتكب كبيرة على ما قالوا، وكان في زمانه يؤذن في الحرم بحي على خير العمل على مذهب الزيدية، وكان عادلا منصفا نقمة على عبيد مكة والمفسدين، والحاج في أيامه مطمئنون آمنون على أنفسهم وأموالهم.

وفي تاريخ النويري (٦): وكانت ولايته قد اتسعت إلى نواحى اليمن، وكان حسن السيرة في مبدء أمره، ثم أساء السيرة وجدد المظالم والمكوس (٧) وصورة ما جرى له أن قتادة كان مريضا فأرسل عسكرا مع أخيه ومع ابنه الحسن بن قتادة للاستيلاء على مدينة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخذها من صاحبها، فوثب الحسن بن قتادة في أثناء الطريق على عمه فقتله، وعاد إلى أبيه قتادة بمكة فخنقه، وكان له أخ نائب (٨) بقلعة ينبع (٩) فأرسل إليه ا لحسن فحضر إلى مكة فقتله أيضا، وارتكب من ذلك أمرًا عظيما في قتل أبيه وعمه


(١) "تظل" كذا في الكامل، ج ١٠، ص ٤٢٧؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٩٩.
(٢) "سطحها" كذا في الكامل، ج ١٠، ص ٤٢٧.
(٣) "بلدة" كذا في الكامل، ج ١٠، ص ٤٢٧.
(٤) وردت هذه الأبيات في الكامل، ج ١٠، ص ٤٢٧، الذيل على الروضتين، ص ١٢٣؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٩٩.
(٥) الذيل على الروضتين، ص ١٢٣.
(٦) نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١١٠.
(٧) المكوس: مفردها مكس، وهي ضريبة تفرض على الإنتاج وعلى السلع الواردة والصادرة الموجودة في المواني، وكانت المكوس في عهد المماليك مقررة على البيوت والحوانيت والخانات والحمامات والأفران والطواحين وغيرها، وهي ضريبة جائرة وغير شرعية.
انظر: مصطلحان صبح الأعشى، ج ١٥، ص ٣٢٥.
(٨) "نائبا" كذا في الأصل، والصحيح لغة ما أثبتناه.
(٩) ينبع: هي قرية غَنَّاء بين مكة والمدينة، وهي قريبة من طريق الحاج الشامي.
انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ١٠٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>