للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن لمن ترحنا منه وأصحابه، لا أقطع إليك هذه النطفة (١) أبدًا، ولا أحد من أصحابي، فقال:

أين هو؟ فقال عمرو:

إنه يجيء مع رسولك، إنه لا يجيء معي، فأرسل معي رسولًا. فوجدناه قاعد بين أصحابه، فدعاه، فجاء، فلما أتيت الباب ناديت: ائذن لعمرو بن العاص. ونادى خلفي:

ائذن لحزب الله عَزَّ وَجَلَّ، فسمع صوته، فأذن له، فدخل ودخلت، فإذا النجاشي على السرير، وجعلته خلف ظهري، وأقعدت بين كل رجلين من أصحابه رجلًا من أصحابي فسكت وسكتنا، وسكت وسكتنا، حتى قلت في نفسي:

العن هذا العبد الحبشي ألا يتكلم .. ثم تكلم، فقال:

نجروا -أي تكلموا. فقلت:

إن ابن عم هذا يزعم إنه ليس للناس إلا إله واحد، وإنك والله إن لم تقتله لا أقطع إليك هذه النطفة أبدًا، أنا ولا أحد من أصحابي. فقال النجاشي:

يا أصحاب عمرو ما تقولون؟ قالوا:

نحن على ما قال عمرو. قال النجاشي:

يا حزب الله نجر.

فتشهد جعفر - والله إنه لأول يوم سمعت فيه التشهد ليومئذ.


(١) النطفة هي الماء الصافي، وربما أراد بها البحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>