للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جعفر:

أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. قال النجاشي:

فأنت فما تقول. قال جعفر:

أنا على دينه، فرفع يده ثم وضعها. ثم قال النجاشي:

أناموسٌ كناموس موسى، ما يقول في عيسى؟ قال جعفر بن أبي طالب:

يقول: روح الله وكلمته. فأخذ النجاشي شيئًا من الأرض ثم قال:

ما أخطأ فيه مثل هذه، لولا ملكي لأتبعتكم. اذهب أنت يا عمرو، فوالله ما أبالي أن لا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدًا، واذهب أنت يا حزب الله. فأنت آمن، من قتلك قتلته، من سبك غرمته. وقال لآذنه:

انظر هذا فلا تحجبه عني إلا أن أكون مع أهلي، فإن كنت مع أهلى فأخبره، فإن أبى إلا أن تأذن له فأذن له. فلما كان ذا عشية لقيته (١) في السكة، فنظرت خلفه، فلم أرَ خلفه أحد، فأخذت بيده، فقلت:

تعلم أني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. فغمزني، وقال:

أنت على هذا، فما هو إلا أن أتيت أصحابي كأنما شهدوني وإياه، فما سألوني عن شىء حتى أخذوني فصرعوني، فجعلوا على وجهى قطيفة، وجعلوا يغمونني (٢) بها، وجعلت أخرج رأسي أحيانًا حتى أنفلت عريانًا،


(١) أي لقى جعفر بن أبي طالب.
(٢) يغطونني.

<<  <  ج: ص:  >  >>