للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويروي هذه القصة عروة بن الزبير فيقول:

(لما أفسد الله عَزَّ وَجَلَّ صحيفة مكرهم، خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فعاشوا، وخالطوا الناس، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تلك السنين يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم، ويكلم كل شريف، لا يسألهم مع ذلك إلا أن يؤوه ويمنعوه، ويقول:

لا أُكْرِهُ منكم أحدًا على شيء من رضي الذي أدعوه إليه قبله، ومن كرهه لم أُكْرِهْهُ، إنما أريد أن تحوزوني مما يراد بي من القتل، فتحوزوني حتى أبلغ رسالات ربي، ويقضي الله لي ولمن صحبني بما شاء. فلم يقبله أحد منهم، ولا أتى على أحد من تلك القبائل إلا قالوا: قوم الرجل أعلم به. أَفَترى رجل يصلحنا وقد أفسد قومه؟! -ذلك لما ادخر الله عَزَّ وَجَلَّ للأنصار من البركة- ومات أبو طالب، وازداد من البلاء على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شدة، فعمد إلى ثقيف، يرجو أن يؤوه وينصروه، فوجد ثلاثة منهم، سادة ثقيف وهم أخوة:

عبد ياليل بن عمرو، وحبيب بن عمرو، ومسعود بن عمرو.

فعرض عليهم نفسه، وشكا إليهم البلاء، وما انتهك قومه منه. فقال أحدهم: أنا أسرق ثياب الكعبة إن كان الله بعثك بشيء قط، وقال الآخر: والله لا أكلمك بعد مجلسك هذا كلمة واحدة أبدًا، لئن كنت رسولًا لأنت أعظم شرفًا وحقًا من أن أكلمك. وقال الآخر:


= عدي في الكامل وسنده هو: ابن إسحاق عن هشام بن عروة عن .. وهذا السند ضعيف لأن ابن إسحاق مدلس وقد عنعن وإن كان هشام من أقرانه وشيوخه وقد ثبت لقاؤهما .. ولا يقوى هذا الطريق ما عند ابن إسحاق فقد رواه دون سند -أي روى الدعاء دون سند-.

<<  <  ج: ص:  >  >>