للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: إذا كانت الزيادة غير متميزة.]

وفيه مطلبان:

١ - الخلاف فيه.

٢ - ما يترتب على الخلاف.

[المطلب الأول: الخلاف فيه]

اختلف في وصف الزيادة على الواجب غير المتميزة بالوجوب على قولين.

القول الأول: أن الزيادة نفل (١)؛ لأن الزائد على الواجب غير مطلوب من الشارع على سبيل الوجوب، فلا يكون واجبًا.

ويمكن أن يستدل لهذا القول بأخذ صاحب المال الجبران من عامل الصدقة إذا أخذ سنًا أعلى؛ لأنه لو كان الكل واجبًا لما جاز أخذ الجبران؛ لأن الزائد خرج عن الملك، فلا يجوز أخذ عوضه (٢).

وبإجزاء السبع من البدنة عن الواحد حين الاشتراك فيها، فإنه إذا جاز أن تتبعض البدنة حين الاشتراك بحسب الأفراد، جاز أن تتبعض حين الاشتراك بحسب المراد منها.

القول الثاني: أن الكل واجب؛ لأنه لا يمكن تمييز الواجب عن غيره، فيكون كله واجبًا.

والراجح -واللَّه أعلم- أن الزيادة على الواجب نفل، لأن كون الواجب غير متميز لا يمنع أن يكون الزائد نفلًا، كما لو اشترك في البدنة من يريد الهدي، ومن يريد الأضحية، ومن يريد اللحم (٣).


(١) شرح الشيخ محمد العثيمين على قواعد ابن رجب (١/ ٢٣) والقواعد والفوائد الأصولية/ ١٤٣.
(٢) قواعد ابن رجب (١/ ٢١، ٢٢).
(٣) الشرح الكبير (٩/ ٣٤٢).

<<  <   >  >>