٢٢٩ - عَتِيقُ بن أحمدَ بن يحيى بن مُجبرٍ الأنصاريُّ، مالَقيٌّ، أبو بكر.
رَوى عن أبي جعفرٍ الجَيّار وأبي عليّ الرُّنْدي وأبي محمد بن القُرطُبيّ. وكان خَيِّرًا فاضلًا، مُعتَنيًا بالعلم حَسَنَ التقييد نَبيلَ الخَطّ ضابطًا، من خِيارِ عِبادِ الله الصّالحين.
أخبَرَني صاحبُنا الفاضلُ أبو عبد الله بنُ عَيّاش عن أبي بكر بن حَبِيب المالَقيِّ، قال: كان أبو بكرٍ هذا قاعدًا في ظلِّ شجرة بصَحْن جامع مالَقة، وقارئٌ يقرأُ كتابَ "الحِلْية" لأبي نُعَيْم على الناس يُسمِعُهم إيّاه، فجَرَى ذكْرُ أحدِ الفُضَلاءِ المذكورينَ فيه وذكْرُ مناقبه وكراماتِه، فصاح صَيْحةً ثم سكَتَ وسكَنَ فحُرِّك فأُلِفيَ ميِّتًا، رحمه الله.
٢٣٠ - عَتِيقُ (١) بن أسَد بن عبد الرّحمن بن أسَد الأنصاريُّ، يَناشْتيٌّ، نشَأَ بمُرْسِيَةَ، أبو بكر.
رَوى عن أبي الحَسَن يحمص ابنِ البَيّاز، وأبي عليّ بن سُكّرَة وأكثَرَ عنه، وأبي محمد بن أبي جعفر، وأبي عبد الله بن فَرَج بن سُليمانَ المِكْنَاسيّ [٣٣ و]. رَوى عنه سِبْطُه أبو محمد بنُ سُفيانَ، وأبو إسحاقَ ابنُ خَفَاجةَ، وأبَوا بكر: عَتِيقُ بن أحمدَ ابن الخَصْم ومُفوَّزُ بن طاهر بن مُفوَّز.
وكان فقيهًا متحقِّقًا بالفقه، وهُو كان الأغلبَ عليه، دَرِيًّا بالفَتاوَى بَصيرًا بالأحكام نافذًا في المعرِفة بعَقْدِ الشُّروط، وله فيها مختصَرٌ عظيمُ الجَدوى، إلى ما كان عليه من حُسن المشارَكة في الحديثِ والأدبِ واللُّغة والنَّحو وقَرضِ الشِّعرِ والبلاغة وإنشاءِ الخُطَب وحِفظ الأخبار؛ درَّس الفقة وأسمَعَ الحديثَ، وكانت الفُتْيا تَدورُ عليه وعلى أبي محمدٍ عاشِر مُدّةَ قضاءِ أبي الحَسَن بن عبد العزيز،
(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٢٩٢٣)، وفي معجم أصحاب الصدفي (٢٧٥)، والذهبي في المستملح (٨٣٧)، وتاريخ الإسلام ١١/ ٦٨٧، وابن الجزري في غاية النهاية ١/ ٤٩٩، والقادري في نهاية الغاية، الورقة ١٣٩.