للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي عبد الله المزدغيُّ (١) أنه عَزَمَ وقتًا على التزوُّج، فارتادَ في بيوتِ أهل فاسَ، فأشار عليه أبو الحَسَن ابنُ زرنبق (٢) بابنةِ أبي بكرٍ هذا وقال: لا تعدِلْ عنها، فإنّها من أهل البيتِ النّبويِّ الكريم، فعَمِلَ على إشارتِه وتزوَّجها، فهي أُمُّ بنيهِ: أبي الفَضْل وغيرِه.

رَوى أبو بكرٍ عن أبيه، وأبي العبّاس النَّبَاتيِّ -لقِيَه بإشبيلِيَة- وأجازَ له أبو الرّبيع بنُ سالم.

لقِيتُه كثيرًا بفاسَ وجالستُه طويلًا، وخبِرتُ منه جَوْدةَ وسلامةَ باطن. وكان له تعلُّقٌ بطَرَفٍ من الرواية.

وُلد سنةَ ثلاثٍ وعشرينَ وست مئة.

١٤٢ - محمدُ (٣) بن محمد بن أبي بكرٍ الجُذَاميُّ، سَبْتيٌّ، أبو عبد الله، وهو سِبطُ أبي عَمْرٍو عثمانَ ابن الجُمَيِّل (٤).

رَوى عن أبي الخَطّاب (٥) عمّ أُمِّه، وأبي الحَجّاج بن نَمَويّ، وأبي الحَسَن


(١) المذكور من بيت بني المزدغي -من بيوتات العلم والصلاح بفاس قديمًا - ولي الخطابة والإمامة بجامع القروس من سنة ٦٩٤ هـ إلى وفاته سنة ٧٢٦ هـ وقد وليهما قبله والده عبد الرحمن وجده محمد كما وليهما بعده ولده أبو الفضل محمد، وسترد ترجمة أشهر أعلام هذا البيت أبي عبد الله المزدغي بعد قليل (انظر: بيوتات فاس ٨ - ٩ ط. دار المنصور، وجذوة الاقتباس ١/ ٦٠ - ٦٤، ٢/ ٢٢٢، والذخيرة السنية ٨١ - ٨٢ ط. دار المنصور، ونيل الابتهاج: ٢٢٩، وسلوة الأنفاس ٢/ ٣٨).
(٢) هكذا في الأصل، ولعله ابن زُنْبَق -بضم الزاي وسكون النُّون وفتح الباء- من بيت بني زنبق بفاس، وهو بيت فقه وكتابة وشعر وترف، منهم أبو المكارم منديل بن زنبق الذي كان في عهد السلطان أبي عنان المريني (انظر بيوتات فاس ٥٠ ط. دار المنصور، الرباط).
(٣) كان والده من رواة الحديث الآخذين عن القاضي عياض (برنامج الرعيني ٤٥، وفهرس خزانة القرويين ٢/ ٢٣٢، ومجلة المناهل ٢٢/ ٣١٠).
(٤) ترجمته في التكملة الأبارية (٢٦٦٦) والتعليق عليها.
(٥) ترجمته في التكملة الأبارية (٢٦٤٩) والتعليق عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>