للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مجالسَهم] مدّة طويلة، وسَكَنَ قلقَ أبي الحَسَن ودَفعَ اللهَ عنه بفعل هذا الشَّيخ ما كان يتوقّعُه من سُوءِ مَغَبّة ذلك التشنيع الرّديء، وحُفِظت هذه الفَعْلةُ مأثُرةً كبيرةً من أبي الحَجّاج هذا، وكثُر تناقُلُ الناس إياها وشُكرُ أهل العقل والفَضْل إياه عليها.

وله مقالاتٌ ومصنَّفاتٌ وجيزةٌ ومتوسطة، وأجوِبةٌ عن مسائلَ كان يُسألُ عنها في عِلم الكلام وأصُول الفقه، ومنها: "لُبابُ المعقول، في عِلم الأصول" (١).

واستَقْضاهُ المستنصِرُ من بني عبد المؤمن على بلدِ نَفّيس (٢)، وأقَرّه مَن أتَي بعدَه منهم عليه، فاستمرَّت ولايتُه القضاءَ إلى أن توفِّي بمَرّاكُش ليلةَ الجُمُعةِ الحاديةِ والعشرينَ لذي قَعْدةِ عام ستٍّ وعشرينَ وست مئة (٣).

ولم يتخَلَّفْ لنفسِه نظيرًا فيما كان ينتحلُه من العلوم.

٢٣٠ - يوسُفُ (٤) بن محمد بن يوسُفَ القَيْروانيُّ، قَلْعيٌّ، قَلْعةَ بني حَمّاد، تُوزَريُّ الأصل، أبو الفضل، ابنُ النَّحْوي.


(١) نشر هذا الكتاب في مصر بعناية الدكتورة فوقية حسين سنة ١٩٧٧ م عن نسخة وحيدة محفوظة في خزانة القرويين بفاس، وفي مقدمة الكتاب يذكر المكلاتي أنه ألفه بناءً على طلب أحد العلماء، ذكر له أن المذاهب الفلسفية بقطره حاجة مفرطة الشياع، مشهورة البيع والابتياع، والاجتماع على التذاكر فيها والتعظيم لمنتحلها منكشف القناع. وذكر أبو الحسن الرعيني في برنامجه أنه قرأ على أبي زيد الفازازي طررًا رد بها على المكلاتي (برنامج الرعيني: ١٠٣).
(٢) كان بلد نفيس في عمر الموحدين بلدًا عامرًا (انظر الروض المعطار ٥٧٨، ورحلة العبدري: ١٥٩).
(٣) الذين أتوا بعد الناصر حتى هذا التاريخ هم: عبد الواحد المخلوع، وعبد الله العادل، والمأمون.
(٤) ترجمه العماد في الخريدة ١/ ٣٢٥، وابن الأبار في التكملة (٣٥٠٠) وفي تحفة القادم (٨)، والذهبي في المستملح (٩٠٢) وتاريخ الإسلام ١١/ ٢١٣، والسيوطي في بغية الوعاة ٢/ ٣٦٢، وابن القاضي في جذوة الاقتباس ٢/ ٥٥٢، وغيرهم. وهو صاحب القصيدة المشهورة التي مطلعها: "اشتدي أزمة تنفرجي" التي عني الناس بحفظها وشرحها ومعارضتها وتخميسها.

<<  <  ج: ص:  >  >>