ومنه، وقد سُئل التوطِئةَ لبيتَي ابنِ صفر المشهورَيْنِ في المدِّ والجَزْر، فقال [الكامل]:
وسليلِ أنداءٍ عَزَوْتُ إلى الحَيا ... وإلى الغمائم سِنْخَهُ ونِجارَهُ
ألقَى أبوهُ الغَيْثُ زُرْقَ نطافِهِ ... للسُّحبِ تحملُهُ فكُنَّ ظِئارَهُ
حتّى أتَيْنَ به لحِين فِصالِهِ ... نَهَرًا يُمِدُّ جُمَامُهُ تيَّارَهُ
فتيمَّم البحرَ المُحيطَ بجَريهِ ... إذ كان قبلَ الحاملاتِ قرارَهُ
وغدا بعبرَيْه الربيعُ مُبوِّئًا ... من نَوره للزائرينَ نِثارَهُ
كالصَّيرفيِّ الأريَحيِّ هَفَا بهِ ... طَرَبٌ فبَثَّ لُجَيْنَهُ ونُضَارَهُ
للمدِّ في الأغوارِ بين نُجودِهِ ... خُلُجٌ كما سَلَّ الكَمِيُّ شِفارَهُ
ولَرُبَّ جَزْرٍ رَدَّها لمَقرِّها ... كالأَيْمِ عاوَدَ للحِرار نجارَهُ
للنهرِ في أحوالِها سرٌّ بَدَا ... لِلَطِيفِ فِكري فاستمعْ أخبارَهُ
شقَّ النّسيمُ عليه جَيْبَ قميصِهِ ... فانسَابَ من شَطَّيْه يَطلُبُ ثارَهُ
وتضاحَكَتْ وُرْقُ الحَمامِ بدَوْحِهِ ... هُزُوًا فضَمَّ من الحياءِ إزارَهُ
مَولدُه عامَ أربعةٍ وتسعينَ وخمس مئة، وتوفِّي بمَرّاكُشَ قبلَ الزّوال من يوم الثلاثاءِ لخمسٍ خَلَوْنَ من جُمادى الأولى سنةَ أربع وأربعينَ وست مئة، ودُفن يومَ الأربعاءِ المذكورِ بمقبرةِ باب تاغَزُوتَ داخِل مَرّاكُش.
٣١٢ - محمدُ بن إسماعيلَ بن الصُّمَّيْل.
كان بقُرطُبةَ حيًّا سنةَ ستَّ عشْرةَ وست مئة.
٣١٣ - محمدُ بن إسماعيلَ بن عبد الجَبّار الفِهْريُّ.
٣١٤ - محمدُ بن إسماعيلَ بن عِراك، أبو القاسم (١).
(١) زاد في م بعدها: "ابن عراك أبو القاسم".