٢٩٧ - محمدُ (١) بن إدريسَ بن عليّ بن إبراهيمَ بن القاسم، شُقْريٌّ، أبو عبد الله، ابنُ مَرْج الكُحْل.
رَوى عنه أبو جعفر بنُ عثمانَ الوِرادُ، وأبو الرّبيع بن سالم، وآباءُ عبد الله: ابنُ الأبار وابنُ عَسْكر وابنُ أبي البقاءِ، وأبو محمد بنُ عبد الرّحمن بن بُرطُلُّه. وحدَّثنا عنه شيخُنا أبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ رحمه الله.
وكان شاعرًا مُفْلِقًا، غَزِلًا بارعَ التَّوليد، رقيقَ الغَزَل، وكانت بينَه وبينَ طائفة من أُدباءِ عصرِه مخُاطَباتٌ ظهَرَتْ فيها إجادتُه، وله أمداِحٌ في كثيرٍ من أُمراءِ وقتِه ورُؤسائه، وكان ذلك ممّا أجاد فيه، وكان مُبتذَل اللِّباس على هيئةِ أهل البادية، ويقال: إنه كان أُمّيًّا.
أنشدتُ على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْنيّ رحمه الله، ونقَلتُه من خطِّه، قال: أنشَدَني -يعني أبا عبد الله بنَ مَرْج الكُحْل هذا- لنفسِه [الكامل]:
عرِّجْ بمُنعَرج الكثيبِ الأعفرِ ... بينَ الفُراتِ وبين شطِّ الكوثرِ
ولْتَغْتَبِقْها قهوةً ذهبيّةً ... من راحَتَيْ أَحوى المدامعِ أحورِ
وعَشِيّةٍ كم كنتُ أرقُبُ وقتَها ... سَمَحَتْ بها الأيامُ بعدَ تعذُّرِ
نِلنا بها آمالَنا في روضةٍ ... تُهدي لناشِقها نَسيمَ العنبرِ
والدّهرُ من نَدَمٍ يُسَفِّهُ رأيَهُ ... في ما مضَى منه بغير تكدُّرِ
(١) ترجمه ابن خميس في أدباء مالقة ١٥٤ فما بعد، والتجيبي في زاد المسافر (٨)، والقفطي في "المحمدون من الشعراء" ٢٠٤، وابن الأبار في التكملة (١٦٧٥)، وفي تحفة القادم (المقتضب منه ٦١، ٩٩، ١٣٧، ١٥٤)، والرعيني في برنامجه (١١١)، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٢/ ٣٩٦، وابن سعيد في المغرب ٢/ ٣٧٣، والرايات ٢٢٠ - ٢٢١، والذهبي في المستملح (٢٩٧)، وتاريخ الإسلام ١٤/ ١٥٥، والصفدي في الوافي ٢/ ١٨١، وابن الخطيب في الإحاطة ٢/ ٣٤٣، والمراكشي في الإعلام ٤/ ١٩٥. وله أشعار في الطيب (ينظر الفهرس)، ولصديقنا الدكتور صلاح جرار كتاب في سيرته وشعره طبع في عمان سنة ١٩٩٣ م