رَوى عنه أبو عبد الله ابنُ الأبّار، وأبو محمد بنُ عبد الرّحمن ابن بُرطُلّة. وكان بصيرًا بالأحكام ذا حَظّ من الفقه وأصُولِه، مُشاركًا في العربيّة والأدب، ذاكرًا للأشعارِ، معَ ضَبْط ولَسَن وبلاغة، واستُقضيَ بجزيرة شُقْر مدّةً طويلة ثم صُرِف عن قضائها وسَكَنَها، ووَلي الأحكامَ ببَلَنْسِيَةَ لقاضيها أبي إبراهيمَ بن يَغْمور، وتوفِّي بها سنةَ اثنتَيْ عشْرةَ وست مئة.
١٩٧ - يحيى (١) بنُ عبد الرّحمن بن عبد المُنعم بن عبد الله القَيْسيُّ، دمَشْقيٌّ، نزَلَ غَرْناطةَ وسَكَنَها سنينَ، أبو زكريّا مجدُ الدِّين الأصفَهانيُّ.
شُهِر بذلك في مجلسِ أبي الطاهر السِّلَفيّ لدخولِه أصبَهانَ وإقامتِه بها أزَيدَ من خمسةِ أعوام لدَرْس الخِلافيّات.
رَوى عن أبي إسحاقَ إبراهيمَ بن سُفيان بن إبراهيمَ بن مَنْدَة، وأبي بكرٍ محمد بن أحمدَ بن أبي الفَرَج بن الفَضل السُّكَّريّ ابن ماشاذة، وأبوي الرَّشيد: إسماعيلَ بن غانِم بن خالدٍ البَيِّع، وعبد الله بن عُمرَ بن عبد الله بن عَمْرٍو الزّاهد العَدْل، وآباءِ عبد الله: المحمَّدَيْنِ: ابن مَعْمَر بن عبد الواحِد، وابن أبي الرّجاء بن محمد بن الفَضْل التَّميميِّ، وسُفيانَ بن الفَضْل بن محمد بن أبي طاهر، والنَّبيه أبي الفُتُوح ظافِر بن محمد بن بَخْتِيار، وأبي موسى الأصبَهانيِّ الخَلّال، لقِيَهم كلَّهم بأصبَهان، قال: وهم من كبارِ محدِّثيها؛ وأبي عبد الله محمد بن محمد بن محمدٍ الطُّوسيِّ ... وله مصنَّفاتٌ، ومحمد بن أبي سَعْد بن أبي سعيد [البَكْريِّ المعروفِ بالصُّوفيِّ النَّيْسابُوريِّ] وأبي الطاهِر السِّلَفيِّ بالإسكندَريّة وأخَذَ عنه.
وقَصَدَ المغرِب فأخَذَ عن أبي محمد عبد الحقِّ ابن الخَرّاط ببِجَايةَ وأجاز له، وهُو الذي أشار عليه بالوَعْظِ والتذكير وامتَثلَ ذلك.
(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٣٤٢٧)، وابن الزبير في صلة الصلة ٥/الترجمة (٥٤٦)، والذهبي في المستملح (٨٧٤) وتاريخ الإسلام ١٣/ ٢٠٤، وغيرهم.