للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه في وصفِ المُجَبَّنات [الوافر]:

ثوَتْ في النارِ وهْيَ من الجِنانِ ... فجاءت وردةً مثلَ الدِّهانِ

مُجبَّنةٌ محبَّبةٌ إلينا ... يُشجِّعُ ذكْرُها قلبَ الجَبانِ

لفَرْطِ لُدونةٍ فيها ولِينٍ ... تكادُ تذوبُ من لَمْس البَنانِ

تَناوَلَ نفْسَها الأفواهُ طَوْعًا ... وإن هيَ لم تَناوَلْها اليدانِ

لها صَخَبٌ إذا قُلِيَتْ وقلبي ... لهُ صَخَبٌ عليها غيرُ وانِ

هي الثَّمرُ الجَنيُّ وإن تبَدَّتْ ... لنا وَرَقًا على شجرِ الأمانِ

وحُبلى كم بَقَرْتُ البطنَ منها ... وما إنْ لي عليها من حنانِ

ظلَمْتُ فعِبتُها من غيرِ جُرْمٍ ... بكثرةِ جُبنِها فكوَتْ لساني

وتُخفي باطنًا كالقُطنِ لونًا ... وتُبدي ظاهرًا كالأُرجُوانِ

غَبَنْتُ مؤاكلي فيها اقتسامًا ... فواحدةٌ لهُ وليَ اثنتانِ

دَعاني حينَ أحضَرني إليها ... فما أدري أبِاسْمي أم كَنَاني

٦٧٠ - أحمدُ بن محمد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد الأُمَويّ.

كان من أهل العلم، حيًّا سنة سبع وثمانينَ وأربع مئة.

٦٧١ - أحمدُ (١) بن محمد بن عبد الرّحمن بن أحمدَ بن يحيى بن خليل بن ماسُوَيهِ بن حَمْدين الأنصاريّ، ابنُ الحَدّاد، أصلُه من ناحيةِ بَلَنْسِية.

له رحلةٌ إلى المشرِق سنةَ ثِنتينِ وخمسينَ وأربع مئة أدَّى فيها فريضةَ الحجّ وتجوَّلَ في بلاد المشرِق الأقصىَ طالبًا للعلم بالمَوصِل وبغدادَ وواسِطَ وبلادِ فارسَ وخُراسانَ وغيرِها، وعاد إلى مِصرَ سنة سبع وستينَ، وقَفَلَ إلى بلدِه وأقام به إلى أن تغَلَّبَ الرُّوم على طُلَيْطُلةَ يومَ الأربعاء لعَشْرٍ خَلَوْنَ من محرَّمِ ثمانٍ وسبعينَ


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٧٣)، والذهبي في تاريخ الإِسلام ١٠/ ٤١٩، وابن فرحون في الديباج ١/ ٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>