للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العُدْوة، وكثُرَ تهمُّمُه بتقييدِ العلم وتخليدِ التواريخ، وكتَبَ بخطِّه الكثيرَ الجيِّد من الدّواوينِ الكبار والدّفاتر الصِّغار، وقَطَعَ في ذلك عُمُرَه الممتدَّ وتخلَّف من ذلك أحمالًا من التصانيف الكبار والصّغار والتعاليق والفوائد شَهِدت بطُول إكبابِه على خدمة العلم وإن كانت تشتملُ على أوهامٍ عَثَرْتُ على كثيرٍ من ذلك فيها. وكان معَ ذلك فقيهًا حافظًا، عاقدًا للشّروط بصيرًا بها، مُبرِّزًا في المعرِفة بعِلَلِها والضّبط لأحكامِها، ذاهبًا في كَتْبِها إلى الاختصار، معَ جَوْدة إحكام عقودِها ومتعلِّقاتِ ما تقتضيه، أدركتُه وعاينْتُه بدُكّانِ انتصابِه لعَقْد الشّروط وبغيرِها، شيخًا نقيَّ الشَّيبة حسَنَ القَدِّ نظيفَ الملبَس وَقُورًا، أجَلَّ كبارِ العاقِدينَ للشّروط بمَرّاكُش والمقدَّمينَ في العدالة بها مُكبَّرًا عند الخاصّة والعامّة معروفَ القَدْر والجلالة عند القُضاة والرّؤساء مُستمرَّ الحال على ذلك إلى أن توفِّي رحمه اللهُ بها في منتصَف ذي قَعْدةٍ من عام تسعةٍ وأربعينَ وست مئة وقد ناهَزَ الثمانينَ أو أرْبَى عليها.

٤١٨ - أحمدُ (١) بن عليّ بن محمد بن يَخلُفَ الأنصاري، أبو جعفر.

رَوى عن أبي الحَسَن عبد الرحيم بن قاسم الحِجَاري، وكان مُقرئًا مجوِّدًا نَحْويًّا ماهرًا.

٤١٩ - أحمدُ (٢) بن عليّ بن محمد الأنصاريّ الأَوْسيّ، قُرْطُبيّ، سكَنَ باغُه (٣) وأصلُه من وادي آش، أبو جعفر.

رَوى عن أبي إسحاقَ بن عبد الملكِ بن طَلْحةَ، وأبي بكر بن سَمَجُون، وأبي بحرٍ عليّ بن جامِع، وأبي القاسم خَلَف بن عبد الملكِ بن بَشْكُوال.

رَوى عنه أبو القاسم القاسمُ بن محمد ابن الطَّيْلَسان. وكان محدِّثًا حافظًا للقرآنِ العظيم كثيرَ التلاوة له ديِّنًا فاضلًا، أديبًا ذاكرًا، يَستظهِرُ "أماليَ" أبي علي


(١) ترجمه السيوطي في بغية الوعاة ١/ ٣٤٦ نقلًا عن المؤلف.
(٢) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٢٥٦).
(٣) في ق: "غرناطة"، وهو تحريف، وما أثبتناه من م والتكملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>