للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنشادَا وكَتْبًا؛ ووقَعَ عندَهم كلِّهم أنّ محمدَ بن إبراهيم البَكْريَّ قال: أنشَدَني محمدُ بن إبراهيمَ بن قاسم، فأوْهَمَ ذلك أنّهما رجُلانِ وهو واحدٌ هو: محمدُ بن إبراهيمَ بن قاسم البَكْريّ، وهو من شيوخ أبي الحَسَن يونُس بن مُغيث، وتبيَّن أيضًا في "صِلة" (١) ابن بَشْكُوالَ وغيرِ موضع.

وابنُ عيسى، الذي يَروي عنه ابنُ الحَدّاد، هو ابنُ شُقّ اللَّيل، استَوْطنَ طَلَبِيرةَ، وهو طُلَيْطُليٌّ.

وفي صَدْر البيت الأوّل "رأيتُ الانقباض" فيضبِطُه بعضُهم بقطع همزة الوَصْل ترجيحًا للزِّحافِ الحَسَن، وهو إسكان الخامس من مُفاعلتُن المسمى بالقَصْر، على الزِّحاف القبيح، وهو ذهابه رأسًا، ويسمى العَقْل، وفي صَدْر الثالث: "ولا تُعْنَى" يُثبِتُ بعضُهم فيه الألف، وهو من قَبِيل ما تقَدَّم في قطع همزةِ الوَصْل من الانقباض، ولو وَصَلَ بإسقاطِ الهمزة وحَذْف الألف للخَرْم لم يَنكسِر البيتانِ ولكنّهما يكونانِ مشتمِلَيْنِ على زِحافٍ قبيح كما تقَدَّم؛ وكثيرًا ما تفِرُّ العرَبُ من الزِّحاف القبيح إلى الزِّحاف الصالح، ومن الزِّحاف الصالح إلى الزِّحاف الحَسَن، ومنَ الزِّحاف الحَسَن إلى السلامة حرصًا عليها أو على ما يُقرِّبُ منها، إلّا في مواضعَ كان المُزاحَف فيها أعذبَ من السالم. وقد أشبَعتُ القولَ في هذا وبيَّنتُ [٨٥ ب] عملَ العربِ فيه في موضعِه من كتابي "الجامع في العَروض".

٦٦٧ - محمدُ (٢) بن شُرَيْح بن محمد بن شُرَيْح بن أحمدَ بن محمد بن شُرَيْح بن يوسُف بن عبد الله بن شُرَيْح الرُّعَيْنيّ، إشبيليٌّ, أبو بكر.

رَوى عن أبيه أبي الحَسَن، وأبي بكرٍ ابن العَرَبيِّ وصَحِبَه في وِجهتِه إلى المغرب. وكان أحدَ وجوهِ بلدِه ونُبَهائه، مقدَّمًا فيه بسَلَفِه ونفسِه.

مَوْلدُه سنةَ ثلاث وخمس مئة، وتوفِّي صَدْرَ يوم الخميس لأربع خَلَوْنَ من جُمادى الأُولى سنةَ ثلاثٍ وستّينَ وخمس مئة، وصَلَّى عليه إثْرَ صلاة الجُمُعة


(١) الصلة (١٢٣٢).
(٢) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٤٠٥)، والذهبي في المستملح (١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>