للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأتبَعَ هذه القطعةَ قطعًا ضمَّن كلَّ قطعةٍ منها اسمًا أو اسمَيْنِ من أسماءِ الله الحُسنى إلى تمامِها ناحيًا منحى أبي الحَسَن بن أحمد بن محمد بن عُمرَ الوادى آشيِّ المتقدِّم الذِّكْر [في] إنشاءاته التي أودَعَها: "الوسيلةَ لإصابةِ المعنى، في إحصاءِ أسماءِ الله الحُسنى" (١). ولأبي العَيْش في وَصْف حالِه وانقطاعِه إلى الله تعالى وإيثارِه العُزْلةَ، ونقَلتُه من خطّه [من الوافر]:

قَنِعتُ بما رُزقتُ فلستُ أسعى ... لدار أبي فلانٍ أو فلانِ

وآثرتُ المقامَ بكسرِ بيتي ... ولا أحدٌ نراه ولا يَراني

ولا ألقَى خليلًا غيرَ حَبْرٍ ... مُعِينٍ في المعارفِ أو مُعانِ

وقد أيقنْتُ أنّ الرّزقَ آتٍ ... وإن لم آتِهِ سعيًا أتاني

وقد حَققتُهُ فهمًا وعِلْمًا ... وقد شاهدتُه رأيَ العِيانِ

فلازمْ ذا بإخلاصٍ تُمَكَّنْ ... هنا وهناك من أسنى مكانِ

[وكان يُنشئُ للوا] عظِ أبي محمد بن أبي خرص (٢) رحمَه الله أشعارًا، يفتتحُ بها [مجالسَه أو يُنشِدُها] أثناءها تدُلُّ على صِدقِه وتشهَدُ بإجادتِه.

١١٧ - محمدُ (٣) بن [عبد الجَبّار بن أبي بكر بن] محمد بن أبي العَرَب حَمْدِيس الأزْديُّ، سَر قوسيٌّ.


(١) راجع ترجمة المذكور في السفر الخامس (الترجمة ٣٤٧) وفيه قطعة مختارة من كتاب "الوسيلة" المذكور. وكذلك التكملة (٢٨٠٣).
(٢) يُعد المؤلف في أصحابه وشيوخه، وقد يكون ترجم له في القسم المفقود من الغرباء، وقد ذكره في السفر السادس (الترجمة ١٢١٨)، قال وهو يعدد مؤلفات ابن عسكر المالقي: "ومنها: الجزء المختصر في السلو عن ذهاب البصر، ألفه لصاحبنا أبي محمد بن أبي خرص الضرير الواعظ رحمه الله ... ".
(٣) ولد الشاعر المشهور ابن حمديس وفي ديوانه قصيدة يرثي فيها زوجته التي كانت أم ولديه: أبي بكر، وعمرو قد صنعها الشَّاعر على لسان عمر يعزي أخاه أبا بكر (ق ٢٩٧) وفي قصيدة أخرى (١٣٩) يشير إلى ولد له صغير تركه في سفاقس (راجع الديوان، تحقيق د. إحسان عباس) أما محمد هذا فهو في الخريدة ق ٢٤/ ٨٥ ونقل العماد عن ابن بشرون قوله أنه أشعر من والده عبد الجبار وأورد له قصيدة بائية.

<<  <  ج: ص:  >  >>