للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَزْوةً إلى صناعتِه التي كان قديمًا ينتحلُها. تَلا بالسَّبع على أبي الحَجّاج بن يحيى بن بَقاءٍ بغَرْناطةَ، وعلى أبي محمد عبد الصّمد بن أبي رَجَاءٍ بوادِيَاش، وبقراءة الحَرَميَّيْنِ على أبي محمد بن محمد الكَرّاب، وبعضَ القرآن بحرف نافع على أبي بكرٍ عَتِيق بن عليِّ بن قَنْترال، ورَوى عن أبوَي الحَسَن: سَهْل بن مالكٍ وأكثَرَ عنه وابن محمد الشّارِّي، وأبي عامرٍ يحيى بن عبد الرحمن بن ربيع، وأبي عثمانَ سَعْدِ بن محمد الحَفَّار. ولقِيَ أبا الحُسَين محمدَ بن محمد بن زَرْقونَ بإشبيليَةَ؛ وأبي عليٍّ عُمرَ بن عبد المجيد الرُّنْدِي بمالَقةَ، وأجازوا كلُّهم له. وأجاز له مُكاتَبةً ولم يَلْقَهُ هُو أبو الرَّبيع بن موسى بن سالم، وأبوا عبد الله: ابن عبد الله الأزْدي، وابن عبد الرحمن بن إبراهيمَ بن جوبر، وأبو العبّاس بن يوسُفَ بن فَرْتُون.

وكان آخرَ مُتقِني المكتِبينَ متقدِّمًا في المعرِفة بهِجاءِ المصحَف وضَبْطِه مبرِّزًا فيهما عِلمًا وعملًا، لم يكنْ في عصرِهِ ولا بعدَه مَن يُضاهيه في ذلك ولا من يُقاربُه، أحَدَ المَهَرة في تجويدِ القرآن والاعتناءِ بحفظِ رواياتِه، حسَنَ التقييد، نبيلَ الخَطِّ، رائقَ الوِراقة، عاليَ الرِّواية، صحيحَ السَّماع، مُكثِرًا، ثِقةً فيما يَرويه، أديبًا شاعرًا، على شَراسة كانت في خُلُقه أخْلَدتْ به وأخلَّت بحالِه.

وتوفِّي ليلةَ الجمُعة الثامنةَ عشْرةَ من جُمادى الأخرى سنةَ خمسٍ وسبعينَ وست مئة.

١٦١ - أحمدُ (١) بن سَعْد مَوْلى الناصِر الأُمَوي.

كان من أهل العناية بالعلم، حيًّا سنةَ إحدى وثمانينَ وثلاثِ مئة.

١٦٢ - أحمدُ بن سَعيد بن أحمدَ القَيْسي، مُرْسِيٌّ، يَكِّيُّ الأصل، أبو العبّاس، ابنُ اليَكّيِّ بياءٍ مسفولة مفتوحة وكافٍ مشدَّدة منسوبًا (٢).


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٢٥).
(٢) منسوب إلى يكة حصن من حصون مرسية.

<<  <  ج: ص:  >  >>