تنفَعْ وتنتفعْ، فأضْرَبَ (١) عن إكمالِ "النُّكَت"، وأقبَلَ على تأليفه النافع في مُداواة العين، وهُو كتاب جَمُّ الإفادة، ثم أخْطَرَ اللهُ ببالِه إكمالَ "النُّكَت" في مستهَلِّ ربيع الأوّل من سنة ستٍّ وثلاثينَ وخمس مئة، فأكمَلَها في يوم السّبت لخمسٍ بَقِينَ من جُمادى الآخِرة من العام.
وكان له حظٌّ نَزْرٌ من قَرْض الشِّعر، أنشَدَ في بعض "النُّكت" قولَه يمدحُ إمامَ الحرَمَيْنِ أبا المعالي يوسُفَ بنَ عبد الله بن عبد الملِك الجُوَيْني [الخفيف]:
حُبُّ حَبْرٍ يُكْنَى أبا للمعالي ... هُو دِيْني ففيه لا تَعذِلوني
أنا والله مُغرَمٌ بِهواهُ ... عَلِّلوني بذكْرِهِ عَلِّلوني
- واختصارُ "رعاية" المُحاسبيِّ إلى غير ذلك.
وُلد يومَ الثلاثاء لاثنتَيْ عشْرةَ ليلةً خَلَت من ربيع الآخِر سنةَ سبع وخمسينَ وأربع مئة، وتوفِّي في جُمادى الآخِرة سنةَ سبع وثلاثينَ وخمس مئة.
٥٤٧ - محمدُ بن خَلَف بن اليُسْر بن عبد الله بن مَرْوانَ بن اليُسْر بن طَلِيق بن جَمِيل القُشَيْريّ المُضَريُّ، غَرناطيٌّ، أبو عبد الله.
رَوى عن أبي بكرٍ ابن النَّفيس، وأبي تَمّام غالبِ بن أحمد القُشَيْريّ، وآباءِ الحَسَن: ابن الباذِش وابن كُرْز وابن مَوْهَب وعَمْرِو بن بَدْر، وأبي عبد الله بن فَرَج بن أبي سَمُرة وغيرِهم. وكان فقيهًا جليلًا.