للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن عَمِيَت أنباؤهمْ حيث يَمَّموا ... فسرِّيَ يرعاهمْ بكلِّ مكانِ

وعنديَ ما لا يُمكنُ اللفظُ شَرْحَهُ ... وإن كنتُ معزوًّا لفضل بيانِ

أورِّي بسَلعٍ والعُذَيْبِ وحاجرٍ ... وتلك مغَانٍ ما لهُنَّ معانِ (١)

أليس قبيحًا من نفوس نفائسٍ ... بأيدي الغواني المُصْبِياتِ عَوانِ؟

وأذكُرُ سُكّان العُذَيبِ تستُّرًا ... وما ذكْرُ سُكّانِ العُذيْبِ بشانِ

[ولكنْ بقلبي] مَن هو القلبُ كلُّهُ ... ومَن ذِكْرُه في خاطري ولساني

[حبيبٌ إذا] لاحظتُ لم أرَ غيرَهُ ... على أنه إذ لا أراه يَراني

[وإنّي] لأستحييهِ أن أشكوَ الهوى ... ومالي بما حُمِّلتُ منه يَدانِ

[فمن فضلِه] وَجْدي به وتوَلُّهي ... ومن جُودِه ما أشتكي وأُعاني

فُطِرتُ على حبِّي له وكأنّما ... بَراني لمعنى الحبِّ حين بَراني (٢)

مولدُه إمّا في آخِر اثنتينِ وإمّا في أولِ ثلاثٍ وثمانينَ وخمس مئةٍ [بسَبْتة] وتوفِّي بها صَبيحةَ يوم السّبت لثلاثٍ بقِينَ من رجَبِ إحدى وستينَ وست مئة، ودُفن ضُحى يوم الأحد بعدَه.

٨٩ - محمدُ بن الحَسَن الخَزْرَجيُّ، أبو عبد الله.

قَدِمَ الأندَلُسَ طالبًا العلمَ، فروَى بإشبيلِيَةَ عن أبي بكرٍ ابن العَرَبيّ، وأبي الحَسَن شُرَيْح.


(١) العذيب والغور والنعف وبدلان وصدي والخيف وذات البين وأبان وسلع وحاجر: كلها أسماء أماكن ترد في الشعر وكتب البلدان.
(٢) وردت القصيدة في مذكرات ابن الحاج النميري مع أشعار أخرى للمترجم مأخوذة من برنامج أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الغافقي نزيل سبتة، وهو من الآخذين عن ابن المحلي (المصدر المذكور (نسخة مرقونة) من ص ٤١ إلى ص ٤٣ تحقيق دي بريمار).

<<  <  ج: ص:  >  >>