للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبينَ ضُلوعي للصَّبابة لَوْعةٌ ... بحُكم الهوى تقْضي عليَّ ولا أَقْضي

جَنَى ناظِري (١) منها على القلبِ ما جَنَى ... فَيا مَنْ رأى بعضًا يُعينُ على بَعْضِ

١٠٩ - أحمدُ (٢) بن الحَسَن بن عثمانَ الغَسّانيُّ، من أهل بَجّانةِ المَريّة، أبو عُمر، ابنُ أبي رُبَّال (٣) براءٍ مضمومة وباءٍ بواحدة مشدَّدة بعدَها ألِفٌ ولام، وأبو بكر بنُ غالبٍ المُكتِبُ يقولُ فيه: رِئَال براءٍ مكسورة وهمزة.

رَوَى عنه أبو داودَ الهشاميُّ. وكان فقيهًا نَظَّارًا ذا حظٍّ من الأدب وقَرْض الشِّعر، واستَقْضاه بدَانِيَةَ مجُاهدٌ العامِري ثم أشْخَصَه معَ ابنِه علي إقبَالِ الدولة بعد خلاصِه من الأسر (٤) بسردانِيَةَ إلى القَيْروانِ في أيام المُعزِّ بن باديس الصُّنْهاجي، فلقي هنالك أبا عِمرانَ الفاسيَّ (٥) وطبقتَه، وجرَتْ له معَهم مُساءلاتٌ، على أن مجاهدًا كان قد عَهِدَ إليه أن لا يُداخلَهم ونهاه عن الاختلاطِ بهم فوضَعَ مئةَ مسألةٍ في فنونٍ شتَّى أُولاها في سيادةِ فاطمةَ أخَواتِها رضي اللهُ عنهُنّ، سألهم عنها وكتبَها في دفترٍ وترَكَ بينَ كلِّ مسألتَيْنِ بياضاً للجواب، ولم يُقم بالقَيْروان إلّا اثنَيْ عشَرَ يومًا وانصرَفَ خوفَ هجوم الشتاء، وتوَرَّعَ عن مالِ السلطان ورَدَّ على المُعِزِّ فرسَيْنِ رائعَيْن عيَّنَهما له ولابنِه، وشهِدَ معَه العيدَ فترَكَ من أجلِهمُ الخُطبةَ للعُبَيديِّين. وتوفّي في حدودِ الأربعينَ وأربع مئة.

١١٠ - أحمد (٦) بن الحَسَن بن عُمر بن محمد الحَضْرَميُّ ثم المُراديُّ، غرناطيٌّ، أبو المجد، من ذُرِّية الإمام أبي بكرٍ المُراديِّ الأصُولي (٧).


(١) في التكملة: "ناظر".
(٢) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٥٤).
(٣) في التكملة: "رُيال" مجودة بخط ابن الجلاب.
(٤) انظر قصة أسر إقبال الدولة في أعمال الأعلام ٢١٩ وما بعدها.
(٥) أبو عمران موسى بن عيسى بن أبي حاج الفاسي، له ترجمة رائقة في عيون الإمامة ونواظر السياسة لأبي طالب المرواني (٥٦)، وفيه مصادر ترجمته وهي كثيرة.
(٦) ترجمه ابن فرحون في الديباج ١/ ٢٠٠.
(٧) هو محمد بن الحسن الحضرمي، أبو بكر المرادي المتوفى سنة ٤٨٩ هـ، ترجمه ابن بشكوال في الصلة (١٣٢٦)، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٠/ ٦٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>