ورَحَلَ إلى المشرِق فحَجَّ، ورَوى بمكّةَ كرَّمَها اللهُ، واليَمَن، ومِصرَ، وغيرِها عن بقايا الشّيوخ الذين أدرَكَهم هنالك، ثم قَفَلَ إلى بلدِه.
رَوى عنه أبو جعفر بنُ الزُّبَيْر، وكان من أهلِ الاعتناءِ التامّ بالقراءاتِ والتقدُّم في إتقانِ الأدإءِ وحُسن التجويدِ والإقراء، وَقُورًا نَزِهًا مَهِيبًا فاضلاً، ناقدًا عارِفًا بطُرُق الرَّواياتِ وأسانيدِها.
قال ابنُ الزُّبَيْر: نَبَّهني في بعضِ أسانيدَ على وَهمٍ جَرَى على عِدّةٍ من مَهَرةِ المُقرِئينَ وأئمّتِهم.
فَصَلَ عن إلشَ فارًّا بدينِه فوَرَدَ غَرْناطةَ في ربيعٍ الأوّل سنةَ ثلاث وخمسينَ وست مئة، ثم فارَقَ غَرْناطةَ متوجّهًا إلى المَرِيّة، فتوفِّي ببعضِ جِهاتِها بقُربِ ذلك، رحمه الله.
١٢١١ - محمدُ بن أحمدَ بن زيْدون المَخْزُوميُّ، إشبِيليّ، أبو جَعْفر.
رَوى عنه أبو بكر بنُ خَيْر، وقال: الوزيرُ الحَسِيبُ أبو جعفر، وقال: توفَّي ليلةَ التَّروِية ثامنَ ذي حِجة سنةِ أربع وستينَ وخمس مئة.
قال المصنَّفُ عَفَا اللهُ عنه: كذا ذَكَرَ ابنُ الزُّبَير هذا الرَّسْمَ واهمًا فيه، وإنّما رَوى ابنُ خَيْر عن أبيه أبي بكرٍ عبد الله، وهُو الذي وَصَفَه بما ذَكَرَه وحَكَى وفاتَه حينَ ذَكَرَ، فاعلَمْه.
١٢١٢ - محمدُ بن أحمدَ بن سِرَاج، بُرْجِيٌّ فيما أحسِب.
رَوى عن أبوَي العبّاس: الأنْدَرْشيّ وابن مُطَرِّف البُرْجِي، وأبي القاسم السُّهَيْليّ. وكان مُقرِئًا مجوَّدًا تصَدَّر لذلك وأُخِذَ عنه، وتوفِّي في حدودِ خمسٍ وسبعينَ وخمس مئة.
١٢١٣ - محمدُ بن أحمدَ بن سَرْغَس، أبو القاسم [١٩٥ و].