للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويُجملُ خلاصَه ويعجِّلُ إنصافَه ممّن كادَه، وَيصرِفُ عنه مَن بسوءٍ أراده. وقد وُلِعت طائفةٌ من أهل مِصرِه بالطّعنِ على تصانيفِه وتنَقُّصِه بسببها، ولا سيّما أُرجُوزتُه المذكورة، فإنّهم يتّخذونها سخْرِيًّا ويُردِّدونَها هُزْأةً (١)، ولقد كان الأوْلى به أن لا يتعرَّضَ لنظمِها، فإنه منحَطُّ الطبقةِ في النظم، فأمّا سائرُ ما اطّلعتُ عليه من تصانيفِه. ففيها ما في كلام الناس من مقبولٍ ومردود [طويل]:

ومَن ذا الذي تُرضى سَجاياهُ كلُّها ... كفى المرءَ نُبلًا أن تُعَدُّ معائبُهْ

مَولدُه بجَيّان سنةَ ثمانٍ وعشرينَ وست مئة.

٣٢ - أحمدُ (٢) بن إبراهيمَ بن عبد الله بن خَلَف بن مسعودٍ المُحارِبيّ، غَرناطيٌّ، أبو جعفر.

رَوَى ببلدِه عن أبي عبد الله بن أحمد بن عَرُوس، وأبي محمد عبد المُنعم بن محمد ابن الفَرَس ولازَمَه كثيرًا، وبمالَقةَ عن أبي زيد بن عبد الله السُّهَيْلي، وأبي عبد الله بن أحمدَ الإسْتِجي، وأبي العبّاس بن محمد بن اليتيم، وأبي محمدٍ القاسم بن دَحْمان، رَوَى عنه ابنُه عليّ (٣)، وكان مُقرئًا مجوِّدًا نَحْويًّا ماهرًا فقيهًا حافظًا شديدَ العناية بالعلم، واستقضاهُ شَيْخُه أبو محمد عبدُ المُنعم (٤) بقيجاطةَ ثم بِشَارَّةِ غَرْناطة، فتوَلَّى ذلك كلَّه محمودَ السيرة، وتوفِّي سنة تسع وثمانينَ وخمس مئة.

٣٣ - أحمدُ بن إبراهيمَ بن عبد العزيز بن أحمدَ بن حَكَم الحَضْرَمي، [......] (٥).

رَوَى عن أبي الحَسَن شُرَيْح.


(١) سيعود المؤلف أثناء ترجمة أبي عبد الله محمد بن أحلى في السفر السادس من هذا الكتاب إلى ذكر ردع الجاهل والأرجوزة لابن الزبير، وكان بعث بهما إلى المؤلف فنقدهما نقدًا لا يخلو من قسوة.
(٢) ترجمه السيوطي في البغية ١/ ٢٩٤ وقال: ذكره ابن الزبير وغيره. ولا ذكر له في الإحاطة المطبوعة.
(٣) ترجم المؤلف لعلي هذا في السفر الخامس، وسيأتي في موضعه منه.
(٤) ستأتي ترجمته في السفر الخامس من هذا الكتاب.
(٥) بياض في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>