للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو من أهل التجويد والإتقان عارف (١) بالقراءات، حافظ للحديث، مميَزٌ لصحيحِه من سقيمِه، ذاكرٌ لرجالِه وتواريخِهم، متّسعُ الرواية عُني بها كثيرًا ورَحَلَ بسببِها إلى سَبْته (٢) وإلى كثيرٍ من بلاد الأندَلُس، وصَنَّف في كثير من المعارف التي عُنيَ بها، فمن تصانيفِه: "برنامَجُ رواياتِه" و"تاريخُ علماءِ الأندَلُس" (٣) الذي وَصَلَ به صَلةَ الراوية أبي القاسم ابن بَشْكُوال، و"كتابُ الإعلام بمَن خُتم به القُطرُ الأندَلُسيُّ من الأعلام" (٤)، وكتابُ "رَدْع الجاهل عن اعتسافِ المَجاهل، في الردِّ على الشوذيّة (٥) وإبداءِ غوائلِها الخَفِيّة"، وأُرجوزةٌ بَيَّن فيها بزَغمِه مذهبَهم، و"معجَمُ شيوخِه" (٦).

وقد وقَفْتُ على فِهرسةِ رواياتِه، وكتابِ "رَدع الجاهل"، وبعضِ تاريخِه في علماءِ الأندَلُس وأُرجوزته المذكورة، وانجرّت إليه مُطالَباتٌ أصلُها الحسَد الذي لا يكاد يَسلَمُ منه إلا من عصَمَه الله من غائلتِه وسوءِ مغَبّتِه أدَّتْه إلى التحَوُّل عن وطنِه تارات، أو إلى التخاملُ والانقباض به مرّات، واللهُ ينفَعُه ويُدافعُ عنه


(١) في الأصل: عارفًا.
(٢) كان في سبتة سنة ٦٤٥ هـ (جذوة الاقتباس: ٤٦).
(٣) هو المعروف بصلة الصلة، وقد تقدم ذكره.
(٤) ذكر بونس بويجس نقلًا عن كوديرا (٣١٦) أن هذا الكتاب يوجد في مكتبة القرويين، ويبدو أنه فقد فيما بعد أو أنه اشتبه على كوديرا بقسم صلة الصلة المبتور الذي كان يوجد بها.
(٥) تحرفت هذه الكلمة إلى "الشرذمة" في الدرر الكامنة، والشوذية تنسب إلى أبي عبد الله الشوذي الإشبيلي المعروف بالحلوي دفين تِلِمْسان، وللأستاذ الدكتور محمد بن شريفة بحث بعنوان: "مدخل تاريخي إلى دراسة الشوذية" ألقاه في دورة الدراسات العربية الإسبانية ببلنسية سنة ١٩٦٥ م، وألف في الشوذية غير ابن الزبير معاصره أبو عبد الله محمد بن عمر المعروف بابن رُشَيْد، وسمى كتابه: "إماطة الأذية الناشئة من سباطة الشوذية".
(٦) بعد هذا بياض في الأصل، ولعله لذكر بقية تصانيفه التي لم يقف عليها حين كتابة ترجمته ومنها: ملاك التأويل في المتشابه اللفظ في التأويل، والبرهان في ترتيب سور القرآن، وشرح الإشارة للباجي في الأصول، وسبيل الرشاد في فضل الجهاد، وكتاب الزمان والمكان، وتعليق على كتاب سيبويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>