للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٤٢ - أحمدُ (١) بن مُنذِر بن جَهْوَر بن أحمدَ الأزْديُّ، إشبيليٌّ، أبو العبّاس.

تَلا بالسَّبع على أبي بكر بن خَلَف بن صَافٍ، وتفَقَّه بالزاهد أبي عبد الله بن أحمد بن المُجاهد، وتأدَّبَ بأبي إسحاقَ بن محمد بن مَلْكُون.

رَوى عنه آباءُ بكر: ابنُه وابنُ خَلَف القَرّاقُ وابنُ محمد العَنْفَقة، وأبَوا الحَسَن: ابن عبد الله ابن الزيّات، وابن محمد الرُّعَيْنيّ شيخُنا، وعبدُ الوهّاب بن محمد بن العاص، وأبو الحُسَين عُبَيْد الله بن عبد العزيز ابن القاري شيخُنا، وأبو القاسم حَسَنُ بن عبد الله بن الحَسَن الحَجْريُّ، ومحمدُ بن أحمد بن محمد بن وَهْب.

ووَصَفَه شيخُنا أبو الحَسَن الرُّعَيْنيّ بالفَضْل والزُّهد والانقباض عن الناس والاقتفاءِ لآثارِ شيخِه أبي عبد الله ابن المُجاهِد، قال: وكان مجلسُ تدريسِه في نهاية الوَقار كأنّما على رُؤوس حاضِريه الطَّيْر سَكينةً وهَيْبةً له رحمَه الله، وكان الشّيخُ أبو إسحاقَ بن حِصْن كثيرًا ما يَحضُرُه رحمه الله.

قال المصنّفُ عَفَا اللهُ عنه: وألَّف في راورية وَرْش عن نافع تأليفًا حَسَنًا، وكان معَ معرِفتِه بالأداء وتقَدُّمِه في الصّلاح فقيهًا على مذهبِ مالك قائمًا عليه، مجُانِبًا الوُلاةَ وأصحابَهم لا يقومُ لأحدٍ منهم إنْ رآه، وقلّما يتَعدَّى مسجدَه ودارَه، وكان مقصُودًا للدّعاءِ مشهورًا بإجابتِه مُتبرَّكًا به، وكان يَختِمُ مجالسَ إقرائه "الموَطَّأَ" بدعاءٍ كان شيخُه أبو عبد الله يختِمُ به، وهو: غَفَرَ اللهُ لهم أجمَعين ووفَّقنا لِما يُحبُّه وَيرْضاه، ونَجّانا من القوم الظالمين، أسمَعَنا اللهُ خيرًا، وأطلَعَنا خيرًا، وأورَثَنا اللهُ العافية، وأدامَها لنا، جمَعَ اللهُ قلوبَنا على التَقْوى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله رَبِّ العالمَين.

توفِّي رحمه الله بإشبيلِيَةَ يومَ الخميس لعَشْر بقِينَ من رجَبِ خمسَ عشْرةَ وست مئة، ودُفن بحَوْمةِ بئرِ الوَداع خارجَ إشبيلِيَةَ.


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٢٧٩)، والرعيني في برنامجه (١٩)، وابن فرحون في الديباج ١/ ٢٣٠، وابن الجزري في غاية النهاية ١/ ١٣٩، والقادري في نهاية الغاية، الورقة ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>