للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان رجلًا صالحًا فاضلًا اشتُهر بحفظِ "موطّإ" مالِك بن أنس عن ظَهْر قلب، وأكتَبَ القرآنَ طويلًا بقُرطُبةَ [ومَرّاكُش] (١).

[توفِّي سنةَ] خمسٍ وثلاثينَ وست مئة.

١٨٤ - مَيْمونُ (٢) بن جُبَارةَ بن خَلْفونٍ الفَرْداويُّ، أبو تَمِيم.

رَوى عنه أبو عبد الله بن عبد الحقِّ التِّلِمْسينيُّ (٣) [وغيره]. وكان من كبار العلماء وجِلّة الرُّؤساءِ كريمَ اليدِ جميلَ الأخلاق [عظيمَ] الحُرْمة، استُقضيَ ببَلَنْسِيَةَ مُذْ سنةِ ثمانٍ وستّينَ وخمس مئة [إلى سنةِ إحدى] وثمانين، فكان محمود السِّيرة موصوفًا بالعَدْل والجَزالة.

ودرَّس الأصُول [بتلِمْسانَ] وببَلَنْسِيَةَ، وبه انتفَعَ أهلُها في ذلك الفنّ، وكان يصِفُهم بالذّكاءِ وثقوبِ الذَّهن وجَوْدة القرائح.

وممّن أخَذ عنه بها منهم: أبو جَعْفرٍ الذّهبيُّ وأبو الحَجّاج ابن مرطَيْر، ثم صُرِفَ عنها إلى قضاءِ بجَايةَ فتقلَّده إلى أنِ استُقدمَ إلى مَرّاكُش واستُقضيَ بمُرْسِيَةَ بعدَ وفاة قاضيها أبي الَقاسم ابن حُبَيْش (٤)، فتوفِّي في طريقِه إليها بتلمسينَ سنةَ أربع وثمانينَ وخمس مئة.

١٨٥ - مَيْمونُ (٥) بن عليّ بن عبد الخالق الصُّنهاجيُّ ثم الخَطّابيُّ، فاسيٌّ


(١) محو في الأصل، وقال ابن الزبير: "وكان يحفظ الموطأ عن ظهر قلب ويعلِّم الكتاب العزيز بالبلدين المذكورين".
(٢) ترجمه ابن الأبار (١٨٥٢)، والغبريني في عنوان الدراية ٢٠٦، والذهبي في المستملح (٣٧٠)، وتاريخ الإسلام ١٢/ ٧٩٢، والمراكشي في الإعلام ٧/ ٣١٠.
(٣) تقدمت ترجمته في هذا السفر رقم (١١٩).
(٤) كانت وفاة القاضي ابن حبيش في سنة ٥٨٤ هـ.
(٥) ترجمته وأخباره وأشعاره في تحفة القادم: ٢١٩ (دار الغرب)، ورايات المبرزين: ٤٩، ورحلة ابن رشيد (مخطوط)، ومفاخر البربر: ٦٥ - ٦٧ (ترجمة ذاتية)، وأزهار الرياض ٢/ ٣٧٨ - ٣٩٢ (نقلًا عن الإشادة للعزفي عن المؤلف هنا)، ودرة الحجال رقم (٣٧٢) ومن المصادر الحديثة: النبوع للأستاذ كنون، والحلقة ٧ من ذكريات .. والعلوم والآداب للأستاذ المنوني: ١٧٦ - ١٧٧، ورسالة المغرب س ٦ ع ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>